للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى نسيانًا، والثانية سهوًا، والثالثة عمدًا (١).

تفسير غريب الحديث: "هلمَّ" أي: أقبل، قال الجوهري: هلمَّ يا رجل بمعنى تعال (٢).

و"نوف": رجل من أهل الشام. وبَكالة- بفتح الباء- قبيلة من حِمْيَر، و"كَذَب": أي: أخطأ، والعرب تضع الكذبَ موضع الخطأ، و"المِكْتَلُ": الزِّنبيل، و"الطَّاقُ": عقد البناء، و"السَّرَب": الطريقُ، و"المُسَجَّى": المُغَطَّى، و"حُلاوة القَفَا": ما أَدْبَر منه، و"الذَّمَامةُ": الحَياءُ، وقيل: القَبَاحةُ، وهي تكون في الخُلُق، والدَّمامة في الخِلْقَة.

وقال علماء السّير: لما سأل موسى ربَّهُ أنْ يُرِيَه الخَضِر قال له: ائت جانب البحر فإنكَ تجدُ على شطّه حوتًا، فخذه وادفعه إلى فتاك، ثم الزم شطَّ البحر، فإذا نسيت الحوت وذهب منك فهناك تجد العبدَ الصالحَ.

وفي رواية ابن عباس: فإذا عاش الحوت وجدْتَه.

قال: فتزوَّد خبزًا وسمكة مالحة، وقال: ﴿لَا أَبْرَحُ﴾ أي: لا أزال أسير حتى أَجِدَه ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ [الكهف: ٦٠] أي: مدة ثمانين سنة وهو الحُقُب.

فلما وصل إلى الصخرة التي عند مَجْمَع البَحرين وعندها عينُ الحياة أصاب الحوت روح الماء وبرده فاضطربَ وخرجَ من المِكْتَل فدخلَ البحرَ، فذلك قوله تعالى: ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ [الكهف: ٦١] وإنما قال: نسيَا والحوتُ كان مع يُوشَع لأن الفعل يجوز أن يضافَ إلى اثنين وهو لواحد كقوله تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢)[الرحمن: ٢٢] وإنما يخرج من أحدهما وهو المالح دون العذب.

فجاع موسى فقال لفتاه: ﴿آتِنَا غَدَاءَنَا﴾ [الكهف: ٦٢] فقال: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ﴾ [الكهف: ٦٣]. قال وهب: الصخرة دون نهر الزيت بالمغرب ﴿فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾ أنْ أذكره لأنه كان مع الفتى فأخبر عن نفسه فرجعَا إلى الصخرة فوجدَا الخَضر


(١) البخاري (٢٧٢٨) وفيه: والثانية شرطًا.
(٢) "الصحاح": (هلم).