للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنَّا خلقنا لكلِّ امرئٍ … كثيرِ الصلاة بَرَاهُ الصيامْ

ذكر نبذة من كلامه:

[حكى في "المناقب" عنه أنَّه] قال: سروركَ بالمعصية إذا أظهرتَها شرٌّ من مباشرتِك لها.

[قال:] وقال: سبحانَ من جعل قلوبَ العارفين أوعيةً للذكر، وقلوبَ الغافلين أوعيةً للطمع، وقلوبَ الزاهدين أوعيةً للتوكل، وقلوبَ الفقراء أوعيةً للقناعة، وقلوبَ المتوكِّلين أوعية للرضا.

وقال: اترك الدنيا تسترح من الهمّ (١)، واحفظ لسانك تسترح من المعذرة.

[قال:] وقال لرجلٍ تاب ثم رجع: ما أراك رجعتَ عن طريق الآخرة إلَّا من الوَحشة لقلَّة سالكيها.

وقال: النَّاسُ رجلان، رجلٌ عارفٌ بنفسه، فشُغْلُه المجاهدةُ والرياضة، ورجلٌ عارفٌ بربِّه، فَشُغْلُه الخدمة والعبادة (٢).

[وقال الخَطيب:] تُوفِّي منصور [بن عمار في هذه السنة] ببغداد، ودُفن بباب حَرْب قريبًا من قبر بشر الحافي، وإلى جانبه ابنُه سُليم [بن منصور. والله أعلم (٣).

ذكر ما رُؤي له من المنامات:

ذكر الخَطيب بإسناده إلى سُليم بن منصور بن عمار يقول:] (٤) رأيتُ أبي [منصور] في المنام، فقلت له: ما فَعَل الله بك، قال: قَرَّبني وأدناني وقال: يَا شيخَ السوء، تدري لم غفرتُ لك؟ فقلت: لا يَا إلهي، قال: إنَّك جلستَ للنَّاس مجلسًا فبكَّيتَهم، فبكى فيهم عبدٌ من عبادي لم يَبكِ من خشيتي قطّ، فغفرتُ له، ووهبتُ أهلَ المجلس كلَّهم، ووهبتُكَ فيمن وهبتُ له (٥).


(١) في مناقب الأبرار ١/ ٢٩٨، وطبقات الصوفية للسلمي ص ١٣٠: الغم.
(٢) انظر مناقب الأبرار ١/ ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٣) انظر تاريخ بغداد ١٥/ ٨٩.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال سليم بن منصور.
(٥) تاريخ بغداد ١٥/ ٨٩.