للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى في "المناقب" عن منصور بن عمار قال:، (١) كان رجلٌ يشربُ الخمر، فجمعَ يومًا ندماءه، ودفع إلى غلامٍ له أربعةَ دراهم يشتري له بها فاكهة، فمر الغلامُ بمجلسي، وأنا أسألُ لفقيرٍ ثوبًا، وأقول: من أعطاهُ أربعةَ دراهم دعوتُ له أربعَ دعوات، فدفعَ الغلامُ الدراهمَ إلى الفقير، [قال:] فقلت: ما الذي تريد أن أدعوَ لك به؟ فقال: الأولى أن يخلِّصني اللهُ من الرق، فدعوت له، قلت: والثانية؟ قال: أن يُخْلف الله عليَّ دراهمي، فدعوتُ له، قلت: فالثالثة؟ قال: يتوبُ الله على سيدي، فدعوتُ له، قلت: والرابعة؟ قال: أن يغفرَ الله لسيِّدي ولي ولك وللحاضرين، فدعوتُ له، فرجعَ الغلامُ إلى مولاه، فقال: ما الذي أبطأَ بك، فقصَّ عليه القصَّة، فبكى مولاه وقال: أمَّا الأولى فأنتَ حرٌّ لوجه الله، وأمَّا الثَّانية فلي في صندوقي أربعة آلاف درهم (٢) [فهي لك] (٣)، وأمَّا الثالثة فأنا تائبٌ إلى الله تعالى، فهذه ثلاثة قد فعلتُها، وأمَّا الرابعة فليست إليّ، هي إلى الله تعالى، فلمَّا جاء الليلُ نام الرجلُ، فرأى الحق في المنام، فقال: يَا فلان، قد فعلت ما كانَ إليك، وهي الثلاث، أترانا ما نفعلُ ما كان إلينا، وهي واحدة؟ قد غفرتُ (٤) لك وللغلام ولمنصور وللحاضرين.

[وذكر في "المناقب" أَيضًا عن سليم بن منصور قال:] (٥) كنتُ في مجلس أبي [منصور] وإذا برقعةٍ قد رُفعت إليه وفيها: يَا أَبا السريّ، أنا رجل ممن تابَ على يديك، وأنا اشتريتُ من الله حوراء على صَداقٍ مبلغه ثلاثينَ خَتْمَةً، فختمت تسعةً وعشرين، فبينا أنا في الثلاثين نمتُ، فرأيت حوراء قد خرجت من المحراب، وأنشدت تقول: [من المتقارب]

أتخطبُ مثلي بعينٍ (٦) تنام … ونومُ المحبِّين عنِّي حرامْ

فقلت: لمن أَنْتَ؟ فقالت:


(١) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال ابن عمار.
(٢) في (ب): فلي صندوق فيه أَلْف دينار. وانظر مناقب الأبرار ١/ ٣٠١.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (خ): قد فعلت وغفرت ..
(٥) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال: سليم بن منصور.
(٦) في مناقب الأبرار ١/ ٣٠٠، وحلية الأولياء ٩/ ٣٢٦: وعني، بدل: بعين.