للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلٌ من أهل بيتي، فلمَّا بلغتُ إليك استحييتُ منك (١).

وقال أبو بكر المطوعيّ: لما جيء برأس أحمدَ بن نصر إلى بغداد صَلبوه على الجسر، فكانت الريحُ تديره قِبَلَ القبلة، فأقعدوا رجلًا معه رمحٌ يردُّه به إلى غير القبلة (٢).

وكان قتله يوم السبت غُرَّة رمضان، وله ثمانون سنة، وقيل: نيف وسبعون سنة.

وقال الخطيب: رُؤي في المنام، فقيل له: ما فَعلَ الله بك؟ فقال: ما كانت إلا غفوةٌ حتَّى لقيتُ الله ينظرُ إليَّ (٣).

وقال الإمام أحمد بن حنبل : رحمَ اللهُ أحمدَ بن نصر، ما كان أسخاه، لقد جادَ بنفسه.

وقال ابنُ معين: نَادى الواثقُ بعد مقتل أحمد بن نصر: من قال بأنَّ القرآنَ مخلوقٌ، وأنَّ الله لا يرى، فله ديناران.

وقال أحمد بن نصر: رأيت مجنونًا قد صُرِعَ، فقرأتُ في أذنه، فنادتني جنيَّته من جوفه: يا أبا عبد الله، دعني أخنقُه، فإنَّه يقول: إنَّ القرآنَ مخلوق (٤).

وقال أبو العباس بن سعيد المروزي: لمَّا ولي المتوكِّلُ الخلافةَ جلسَ ودخلَ عليه عبدُ العزيز بن يحيى المكيّ فقال: يا أمير المؤمنين، ما رُؤي أعجب من أمر الواثق، قتلَ أحمد بن نصر، وكان لسانُه يقرأ القرآن إلى أن دُفِن، فوجدَ المتوكِّل من ذلك، وساءَه ما سمعَه في أخيه، إذ دخلَ عليه محمد بن عبد الملك الزَّيَّات، فقال له: يا ابنَ عبد الملك، في قلبي من قتلِ أحمد بن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين، أحرقني الله بالنَّار إن كان قتلَهُ الواثقُ إلَّا كافرًا. ودخل هرثمة، فقال له المتوكل مثلَ ذلك، فقال: قطَّعني اللهُ إربًا إربًا إنْ كان قتلَهُ الواثقُ إلَّا كافرًا، ودخل عليه أحمدُ بن أبي دؤاد، فقال له المتوكل مثلَ ذلك، فقال: ضَرَبني الله بالفالج إنْ كان قتلَه الواثقُ إلَّا كافرًا، قال


(١) تاريخ بغداد ٦/ ٤٠٤.
(٢) تاريخ بغداد ٦/ ٤٠٤.
(٣) في تاريخ بغداد ٦/ ٤٠٤: فضحك إليَّ.
(٤) تاريخ بغداد ٦/ ٣٩٩.