للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلها، ثم دخل القبة على زمري وهو مضاجع المرأة فانتظمهما بحربته، وخرج بهما رافعًا حربته إلى السماء، قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وأسند الحربة إلى جنبه- وكان بكر العيزار- وجعل يقول: اللهم من يعصيك كذا نفعل به، فهلك من بني إسرائيل من ساعة زنى بالمرأة إلى ساعة فعل فنحاص ما فعل سبعون ألفًا كما ذكرنا، وقيل: تسعون ألفًا، فمن هناك يعطي بنو إسرائيل ولدَ فنحاصَ من كلِّ ذبيحة يذبحونها القِبَّةَ والذِّراع واللحي، باعتماده الحربة على خاصرته وأخذه إياها بذراعه وإسناده إياها إلى جنبه، والشطرَ من أموالهم وأنفسهم في النكاح.

وقال الجوهري: القِبَّة بالكسر ذاتُ الأطباق، وهي الحِفْثُ، وقال في حرف الثاء الفَحِث- بكسر الحاء- لغةٌ في حَفِث الكَرِش، وهو القِبَّةُ ذات الأطباق، ذكرها في موضعين (١).

واختلفوا في الآيات:

قال ابن عباس والسُّدي: هي الاسم الأعظم.

وقال ابن يزيد: كان لا يسأل الله شيئًا إلا آتاه الله.

وروي عن ابن عباس أنه قال: أوتي كتابًا من كتب الله.

وقال مقاتل: الآيات حجج الله وفهمُ الأدلة.

وقال مجاهد: هو نبي في بني إسرائيل يقال له: بلعم بن باعور أو باعر، أوتي النبوَّة فرشاه قومه على أن يسكت عنهم، فسكَتَ وتركهم على ما هم عليه.

﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ أي: خرج كما تنسلخ الحيَّةُ من جلدها ﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ﴾ [الأعراف: ١٧٥] أي: أدركه ولَحِقَهُ ﴿فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ [الأعراف: ١٧٥] الضالين ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا﴾ أي: فضلناه وشرفناه وعصمناه ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ أي: ركن إليها وسكن ورضي بالدنيا من الآخرة، وهذا مَثَل ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ أي: انقاد له. وحكى الثعلبي عن يمان بن رئاب قال: ﴿هَوَاهُ﴾ أي: امرأته لأنها حملته على الخيانة وطلب الدنيا ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾


(١) "الصحاح": (قبب) و (حفث) و (فحث).