للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: صفةُ العبودية أن لا ترى لنفسك إزاره (١).

وقال: التسليمُ هو الثبوتُ عند نزولِ البلاء، من غير تغيُّرٍ في الظاهر والباطن.

وقال: لكلِّ شيءٍ جوهر، وجوهرُ الإنسان العقل، وجوهرُ العقل العملُ بحركات القلوب في مطالعات الغيوب، وذلك أشرفُ من العمل بحركات الجوارح (٢).

وقال: إذا أنت لم تسمع بالحقِّ كيف تجيب داعيه الجوارحُ؟!

وقال: القانعُ غنيٌّ وإن جاع، والحارصُ فقيرٌ وإن ملك.

وقال: لم تزل العارفونَ تحفرُ الخنادقَ خنادق الرضا، ويغوصونَ في بحار الرجا، يستخرجونَ جواهر الصفا، [حتى (٣)] وصلُوا إلى الله تعالى في السرِّ والخفا.

وقال: أوحى الله تعالى إلى نبيٍّ من أنبيائه: بعيني ما يتحمَّل المتحمِّلون من أجلي، وما يريد (٤) المكابدون في مرضاتي، فغدًا أكشفُ لهم الحجابَ عن وجهي، فليبشر المصفُّون أعمالهم بالنعيم المقيم، أفتراني أنساهم عملًا (٥)، وأنا أجودُ على المولِّينَ عني؟ فكيف بالمقبلين عليّ؟ وما غضبتُ من شيء كغضبي (٦) على من أخطأ ثم استعظمَ ذلك في جنب عفوي، ولو عاجلتُ أحدًا لعاجلتُ القانطين من رحمتي.

وقال: الصادقُ هو الذي لا يبالي لو خرجَ كلُّ قدرٍ له في قلوب الخلق من أجل إصلاحِ قلبه، ولا يحبُ أن يطَّلعَ الناسُ على مثاقيل الذرِّ من [حسن] (٧) عمله.

وسئل عن الإنس فقال: التوحُّشُ (٨) من الخلق.


(١) كذا في (خ) و (ف). وقول المحاسبي -كما في طبقات الصوفية ص ٥٩، ومناقب الأبرار ١/ ١٦٧ - : صفة العبودية ألا ترى لنفسك ملكًا، وتعلم أنك لا تملك ضرًّا ولا نفعًا.
(٢) كذا، وفي طبقات الصوفية ص ٥٩، ومناقب الأبرار ١/ ١٦٧: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل الصبر، والعمل بحركات القلوب في مطالعات الغيوب أشرفُ من العمل بحركات الجوارح.
(٣) ما بين حاصرتين من مناقب الأبرار ١/ ١٦٧.
(٤) في حلية الأولياء ١٠/ ٨٠، ومناقب الأبرار ١/ ١٦٨: وما يكابد.
(٥) في حلية الأولياء ١٠/ ٨٠، ومناقب الأبرار ١/ ١٦٨: أنسى لهم عملا.
(٦) في (خ) و (ف): فغضبي. والمثبت من حلية الأولياء، ومناقب الأبرار.
(٧) ما بين حاصرتين من مناقب الأبرار ١/ ١٦٨.
(٨) في (خ) و (ف): المتوحش. والتصويب من حلية الأولياء ١٠/ ١٠٧، ومناقب الأبرار ١/ ١٧٠.