للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يديه وقال: [من مخلع البسيط]

يا زائِرَينَا من الخِيام … حياكم الله بالسَّلامِ

لم تأتياني وبي نهوضٌ … إلى حلالٍ ولا حرام

يحزنني أن وقفتُما بي … وليس عندي سِوى الكَلامِ (١)

[وكذا قال ابن الأنباريّ أن سببَ عزله عن الحكم إنشاءُ هذا الشعر] (٢).

قال أبو العيناء: تولَّى يحيى ديوانَ الصَّدقات على الأضِرَّاء، فلم يعطهِم شيئًا، فطالبوه وألحوُّا عليه، ووقفوا له وقد خرجَ من جامع الرُّصافة، فقال: ما لكم عندَ أمير المؤمنين شيء، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد (٣)، فأمرَ بحبسهم، فحُبِسوا، فلمَّا كان في الليل ضجُّوا، فسمعَهم المأمون، فقال: ما هذا؟ قالوا: الأضِرَّاء حبسَهم يحيى بنُ أكثم، فقال: ولم؟ قالوا: كَنَّوه، فدعاه وقال: حبستَهم على أن كَنَّوك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّما حبستُهم على التعريض، كنوني بشيخٍ لائطٍ في الخريبة (٤)، فضحكَ المأمون وأطلقَهم (٥).

[وروى الخطيبُ بإسناده إلى أحمد بن يعقوب قال: كان يحيى يحسدُ حَسدًا شديدًا] وكان يحيى مُفْتَنًّا، إذا دخلَ عليه فقيهٌ سألَه عن الحديث، وإذا دخلَ عليه محدِّثٌ سأله عن الفقه، وإذا كان يحفظُ النحو سألَه عن الكلام، فيقطعه ويخجله، فدخلَ عليه رجلٌ من أهل خراسان [حافظٌ]، فناظرَه فرآه مُفْتَنًّا، فقال له: نظرتَ في الحديث؟ قال: نعم، قال: فما تحفظُ منه؟ قال: [أحفظ] عن شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن الحارث أنَّ عليًّا رَجم لوطيًّا، فسكت ولم يكلِّمه (٦).

وقال الحسن بن المقدام: استعدى ابنُ عمار بن أبي الخصيب عند ابن أكثم على


(١) تاريخ بغداد ١٦/ ٢٨٧.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في (خ) و (ف): يا أمير المؤمنين. وهو خطأ. والتصويب من تاريخ بغداد ١٦/ ٢٨٦.
(٤) في تاريخ ابن عساكر ١٨/ ٣٦، وسير أعلام النبلاء: الحربية. وهي في (خ) و (ف) بدون نقط.
(٥) من قوله: قال أبو العيناء … إلى هنا ليس في (ب).
(٦) تاريخ بغداد ١٦/ ٢٨٦. وما سلف بين حاصرتين من (ب).