للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورثة أبيه، قال: أيُّها القاضي، أعدني عليهم، فقال له: فمن يعديني على عينيك، فهربت به أمُّه إلى بغداد، فقال لها وقد تقدَّمت إليه: والله لا أنفذتُ لكم حكمًا، أو تَرُديِّه، فإنَّه أولى بالمطالبة منك (١).

[وذكر جدِّي في "المنتظم" عن أحمد بن يونس الضبي قال:] (٢) كان زيدان الكاتب يكتبُ بين يدي يحيى بن أكثم، وكان جميلًا متناهيَ الجمال، فقرص يحيى خدَّه [يومًا]، فخجلَ [واستحى، وطرح القلمَ من يده]، فقال له: اكتب ما أملي عليك، [ثمَّ قال:] [من الطويل]

إذا كنتَ للتجميش والعشقِ كارهًا … فكنْ أبدًا يا سيِّدي متنقِّبَا

ولا تظهر الأصداغَ للنَّاس فتنةً … وتجعل منها فوقَ خدَّيكَ عقربَا

فتقتلَ مشتاقًا وتفتنَ ناسكًا … وتتركَ قاضي المسلمينَ معذَّبَا (٣)

وفيه يقول أحمد بن أبي نعيم: [من الطويل]

وكنا نرجِّي أن نَرى العدلَ ظاهرًا … فأعقبنَا بعد الرجاءِ قنوطُ

وهل تصلحُ الدُّنيا ويَصلحُ أهلها … وقاضي قضاةِ المسلمين يلوطُ (٤)

[وقال الخرائطي: حدثنا فَضْلَك بن العباس الرازي قال:] (٥) مضيت إلى يحيى [بن أكثم] مع داود بن علي الأصبهاني الظاهري، ومعنا مسائل نلقيها عليه، فألقينَا عليه البعض، وهو يجيب بأحسن جواب، فدخل عليه غلامٌ أمرد، فلمَّا رآه خلَّط في الجواب، ولم يدرِ ما يقول، فقال لي داود: قم بنا، فإنَّ الرجلَ قد اختلط (٦).

وقال العتابي: إنَّ عبادةَ المخنَّث سأله بحضرة المأمون فقال: أشتهي من سيِّدنا


(١) من قوله: وقال الحسن بن المقدام … إلى هنا ليس في (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال أحمد بن يوسف الضبي.
(٣) المنتظم ١١/ ٣١٨ - ٣١٩، وتاريخ دمشق ١٦/ ٣٧.
(٤) نسبهما أبو الفرج في الأغاني ٢٠/ ٢٥٥ لإبراهيم بن أبي محمد اليزيدي، وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦/ ١٥٥: وهذان البيتان لأبي حكيمة راشد بن إسحاق الكاتب. ومن قوله: وفيه يقول أحمد … إلى هنا ليس في (ب).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال فضل بن العباس الرازي.
(٦) اعتلال القلوب ص ١٣٩. وما سلف بين حاصرتين من (ب).