للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا (١) أحبَّ الله عبدًا أحبَّه، ولا يقدرُ العبدُ أن يحبَّ الله حتى يبتدئَه اللهُ [بالحب له، وذلك حين عرف منه الاجتهادَ في مرضاته.

وقال: من أحبَّ أن يُعْرَف بشيءٍ من الخير أو يُذكَرَ به، فقد أشرك في عبادتِه؛ لأنَّ من عَبد، (٢) على المحبَّة لم يحب أنْ يَرى سوى خدمةِ مخدومه.

وقال: الدنيا مزبلةٌ ومجمع الكلاب، وأقلُّ من الكلب من عكفَ عليها، فإنَّ الكلبَ يأخذُ منها حاجتَه ويتركُ الباقي، والمحبُّ لها لا يشبعُ منها أبدًا.

وقال: إنَّما كرهَ الأولياءُ الموتَ لانقطاعِ ذكر الحبيب عنهم.

وقال: إذا رأيتَ من نفسك غفلةً، ومن قلبك قسوةً، فجالسِ الذاكرين، واصْحَبِ الصالحين، ورافقِ الزَّاهدين، وأَحِبَّ المحبِّين، وقد زالتْ عن قلبك القسوة، وحصلت لك اليقظة.

وقال [أحمد بن أبي الحواري:] (٣) لولا أنَّ السنَّة مضت بتقديمِ أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم ما قدمنا على عليٍّ رضوان الله عليه أحدًا؛ لسابقته وفضله .

ذكر وفاته:

واختلفوا فيها [خلافًا واسعًا على ثلاثة أقوال؛ أحدها: في] (٤) سنة ثلاثين ومئتين، حكاه الخطيب (٥).

وذكره جدِّي في "المنتظم"، وقال: أحمد بن أبي الحواري؛ كان الجنيد يقول: هو ريحانةُ الشام. وقال ابن معين: أظنُ أهل الشام يسقيهم اللهُ الغيثَ به. وقال: قال أحمد: كلما ارتفعت منزلةُ القلب كانت العقوبةُ إليه أسرع. وتوفي هذه السنة، يعني سنة ثلاثين ومئتين (٦).


(١) من هنا إلى قوله: لا يشبع منها أبدًا. ليس في (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من طبقات الصوفية ص ١٠١، ١٠٢، ومناقب الأبرار ١/ ٢٧١، ٢٧٢.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): فقيل.
(٥) لم أقف له على ترجمة في تاريخ بغداد.
(٦) المنتظم ١١/ ١٥٤.