للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل (١)

وهو موصوف بما وصف به نفسه من العلمِ، والقدرة، والحياة، والإرادة، والسَّمع، والبصر، والكلام، ونحوه في كتابه القديم وعلى لسان رسوله الكريم، وقد بسطنا القول في هذه الفصول في كتابنا المسمى بـ "النَّضيد في مسائل التَّوحيد".

فصل (٢)

واختلف العلماء في أول المخلوقات على أقوال:

أحدها: أن أول المخلوقات القلم، وقال أحمد بن حنبل بإسناده إلى عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله : "أول ما خلق الله القلم، فقال له: اجرِ -أو اكتب- فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة" (٣). وهذا اختيار ابن عباس والحسن وعطاء ومجاهد وعامة العلماء.

وقال ابن عباس: لما خلق الله القلم وقال له: اجرِ بما هو كائن إلى يوم القيامة، جرى على اللوح المحفوظ بذلك؛ وفي رواية عن ابن عباس: فسبَّح الله ومجَّده ألف عام قبل أن يكتب المقدرات. قال: وهو في زمردة خضراء، طوله ألفُ عام، وهو مشقوقٌ بالنور، ولما نظر الله إليه انشقَّ نصفين (٤) من هيبة الله تعالى.

وأما النون، فقد اختلفوا فيه فقال قوم: هو الدَّواة، وهو اختيار الحسن وقتادة والضحاك، ورواية الثمالي عن ابن عباس.

وعامةُ المفسِّرين على أنَّ النون الحوت الذي يحمل الأرض، وسنذكره في بابه.

* * *


(١) انظر "كنز الدرر" ١/ ١٨.
(٢) انظر "كنز الدرر" ١/ ٢٤.
(٣) أحمد في "مسنده" (٢٢٧٠٧).
(٤) في (ل) و (ط): "بنصفين" والمثبت من "كنز الدرر".