للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جمع جدي كتابًا في هذا الفن وذكر فيه العجائب (١).

وقد روي في حياته أخبار وآثار:

أما الأخبار: فذكر جدي في "الموضوعات" جملة منها: أنه جاء إلى مسجد رسول الله ، وأن رسول الله سمع كلامه ولم يلقه (٢).

ومنها حديث اجتماع الخضر وإلياس في كلِّ عام بالموسم (٣). ومنها اجتماع الخضر بالملائكة (٤) وعليٍّ (٥)، وبعمر بن عبد العزيز (٦)، ونحو ذلك، ثم ضعفها جدي وقال عقيب تضعيفها: وإن جماعة من المتزهدين يقولون: رأيناه وكلَّمناه، فواعجبًا ألهم فيه علامة يعرفونه بها؟ وهل يجوز لعاقل أن يلقى شخصًا فيقول له إنَّه الخضر فيصدِّقه (٧)؟.

قلت: إجماعًا على أنه شاب حسن الوجه، طيب الرائحة، ظاهر الكرامات، يدلُّ على صحة ما قالوا، فإنهم مجمعون على ذلك لا يختلفون فيه، فإذا قال: أنا الخضر وظهرت هذه العلامات وجب تصديقه.

وقال عطاء: كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان وعن الخمس لمن هو، وعن الصبي متى ينقطع عنه اليتم، وعن النساء هل يُخرج بهن أو يحضرن القتال؟ وعن العبد هل له في المغنم نصيب؟

فكتب إليه: أما الصبيان فإن كنت الخضر تعرف المسلم من الكافر فاقتلهم، وأما الخمس: فكنا نقول إنه لنا، في عم قوم أنه ليس لنا، وأما النساء: فقد كان رسول الله


(١) وسماه: عجالة المنتظر في شرح حال الخضر، وقد ردَّ في المنتظم ١/ ٣٦١ على من قال بوجوده وحياته إلى زمانه.
(٢) "الموضوعات" (٤٠١ - ٤٠٢) من حديث أنس.
(٣) "الموضوعات" (٤٠٣ - ٤٠٤) من حديث ابن عباس.
(٤) "الموضوعات" (٤٠٥) من حديث علي بن أبي طالب.
(٥) "الموضوعات" (٤٠٦).
(٦) "الموضوعات" (٤٠٧).
(٧) "الموضوعات" ١/ ٣١٤ - ٣١٥.