للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: من ذبح حنجرةَ الطمع بسكين اليأس، ورَدم خندقَ الحرص، ظَفِر بكيمياء السعادة (١)، ومن استقَى بحبل الزُّهد من بئر الحكمة سقَى رياضَ التقوى، ومن سلك أودية الكمد عاش حياة الأبد، ومن حصدَ عشبَ الذُّنوب بمنجلِ الورع أضاءت له روضة الاستقامة، ومن قطعَ لسان الفضول بشفرة الصمت وجدَ عذوبة الراحة (٢)، ومن تدرَّع بدرع الصدق قويَ على مجاهدة عسكر الباطل، ومن فرحَ بمدح الجاهل ألبسَهُ الشيطانُ ثوبَ الحماقة (٣).

[وحكى أبو نعيم أيضًا عن سعيد بن عثمان قال: سمعت ذا النون يقول:] ما طابتِ الدنيا إلَّا بذكره، ولا الآخرةُ إلَّا بعفوه، ولا الجنةُ إلَّا برؤيته (٤).

وقال: ما أعزَّ الله عبدًا بعزٍّ هو أعزُّ له من أنْ يدلَّه على ذلِّ نفسه، وما أذل الله عبدًا بذلٍّ هو أذل له من أن يحجبه عن ذلِّ نفسه (٥). ومن تطاطأ لقيَ رطبًا، ومن تعالى لقي عطَبًا (٦).

وقال: لا تثقنَّ بمودَّة من لا يحبُّك إلَّا معصومًا (٧).

وقال: من صحبك ووافقك على ما تحبّ وخالفَك فيما تكره، فإنَّما يصحبُ هواه، ومن صحبَ هواه، فإنما يصحبُ راحةَ نفسه (٨).

وقال: كل مطيعٍ مستأنس، وكلُّ عاصٍ مستوحش، وكلُّ محبٍّ ذليل، وكلُّ خائفٍ هارب، وكلُّ راجٍ طالب (٩).


(١) في صفة الصفوة ٤/ ٣١٨: ظفر بكيمياء الخدمة.
(٢) من قوله: وسئل عن الآفة … إلى هنا ليس في (ب).
(٣) انظر حلية الأولياء ٩/ ٣٨٠.
(٤) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٢، وصفة الصفوة ٤/ ٣١٩. وما بين حاصرتين من (ب).
(٥) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٤، وصفة الصفوة ٤/ ٣١٩، وتاريخ دمشق ٦/ ١٥٥ (مخطوط)، ومختصر تاريخ دمشق ٨/ ٢٥١.
(٦) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٦، وصفة الصفوة ٤/ ٣١٩.
(٧) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٦.
(٨) في حلية الأولياء ٩/ ٣٧٦، وصفة الصفوة ٤/ ٣١٩: فإنما هو طالب راحة الدنيا.
(٩) في حلية الأولياء ٩/ ٣٧٦، وصفة الصفوة ٤/ ٣١٩. ومن قوله: وقال: ما أعز الله عبدا … إلى هنا ليس في (ب).