للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن نظرَ إلى سلطان الله تعالى ذهبَ سلطانُ نفسه؛ لأنَّ النفوسَ كلَّها مضمحلَّةٌ عند هيبتِه (١).

وقال: كلُّ مُدَّعٍ محجوبٌ بدعواه عن شهودِ الحقّ؛ لأنَّ الحقَّ شاهدٌ لأهل الحقّ، والله تعالى هو الحقّ، وقوله الحقّ، فلا يحتاج يدَّعي إذا كانَ الحقُّ شاهدًا له، وأمَّا إذا كان غائبًا فحينئذٍ يدَّعي؛ لأنَّ الدعوى إنَّما تقع للمحجوبين (٢).

وقال: من أنِسَ بالخلقِ فقد استمكنَ من بساطِ الفراعنة، ومن غُيِّبَ عن ملاحظة نفسه فقد استمكن من الإخلاص، ومن كان حظُّه من الأشياء "هو"، لا يبالي ما فاتَه مما دونه (٣).

وقال: سبحانَ من حجبَ أهل المعرفة عن جميع خلقه؛ حجبَهم عن أبناء الدنيا بأستار الآخرة، وعن أبناء الآخرة بأستار الدنيا (٤).

وسُئل عن السَّفِلَة فقال: هو الذي لا يعرفُ الله ولا يتعرَّف إليه (٥).

[قال:] وقال: توبةُ العوامِّ من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة (٦).

ومن قَنَعَ استطال على أقرانه، واستراحَ من أهلِ زمانه (٧).

وسئل (٨) عن الإنس بالله فقال: علامته أن يوحشَك من خلقه، فإذا رأيتَه قد أوحشَك من خلقه، فاعلم أنَّه قد آنسكَ به، وإذا رأيتَه يؤنسُك بخلقه، فاعلم أنَّه قد أوحشك من نفسه (٩).


(١) طبقات الصوفية ص ٢٠.
(٢) طبقات الصوفية ص ٢٢.
(٣) طبقات الصوفية ص ٢٢، ومناقب الأبرار ١/ ٨٤.
(٤) من قوله: وقال: كل مدع … إلى هنا ليس في (ب).
(٥) نص العبارة في تاريخ دمشق ٦/ ١٦٣ (مخطوط): من لا يعرف الطريق إلى الله ولا يتعرف.
(٦) الرسالة القشيرية ص ٥٨.
(٧) الرسالة القشيرية ص ٢٦٦.
(٨) من هنا إلى قوله: وحكي عنه في المناقب. ليس في (ب).
(٩) حلية الأولياء ٩/ ٣٤٣، ٣٧٧.