للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: الدنيا أمةُ الله، والخلقُ عبيدُه، خلقَهم لطاعته، وضمنَ لهم أرزاقهم، ونهاهم عن أمته، فحرصوا عليها، وطلبُوا الأرزاقَ، وقد تكفَّل لهم بها، فلا هم على أمته قَدَرُوا، ولا في أرزاقهم استزادُوا (١).

وقال: أوحى اللهُ إلى موسى : يا موسى، كن كالطَّير الوحدانيّ، يأكلُ من رؤوس الشجر، ويشرب من الماء القُرَاح، وإذا جَنَّهُ الليلُ أوى إلى كهفٍ من الكهوف؛ استئناسًا بي، واستيحاشًا ممَّن عصاني، يا موسى، إنِّي آليتُ أن لا أتمم لمدبرٍ عنِّي عملًا، ولأقطعنَّ أملَ كل من يؤمِّلُ غيري، ولأقصمنَ ظهرَ من استندَ إلى سواي، ولأطيلنَّ وحشة من استأنس بغيري، يا موسى، إنَّ لي عبادًا إن ناجَوني أصغيتُ إليهم، وإن نادوني أجبتهم، وإن قربوا مني قرَّبتُهم، وإن والوني واليتُهم، وإن عملوا إليَّ جازيتُهم، يا موسى، أنا مدبرُ أمورهم، وسائسُ قلوبهم، ومتولي أحوالهم (٢).

وقال: رَكَضَتْ أرواحُ الأنبياء في ميادين المعارف، وسبقت روحُ سيِّدنا محمد إلى روضة الوصال (٣).

وقال: معاشرةُ العارف كمعاشرة الله تعالى، يحتملك، ويحلمُ عنك؛ تخلُّقًا بأخلاق الله تعالى (٤).

وسُئِل عن السماع فقال: وارد حقٍّ يزعجُ القلوبَ إلى الحقّ، فمن أصغَى إليه بحقّ تحقَّق، ومن أصغى إليه بباطل (٥) تزندق.

[وحكي عنه في "المناقب" عن محمد بن يزيد التميمي قال:] كنتُ مارًّا مع ذي النون وإذا بشابٍّ يبني دارًا، وهو يأمرُ وينهى، فوقفَ عليه ذو النون وقال: أيُّها المغرورُ بدارِ الغرور، واللاهي عن دار البقاء والسرور، لم لا تشتري من مولاك دارًا يقالُ لها


(١) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٧، ومناقب الأبرار ١/ ٩٥.
(٢) حلية الأولياء ٩/ ٣٧٩، ومناقب الأبرار ١/ ٩٥ - ٩١.
(٣) الرسالة القشيرية ص ٤٧٤.
(٤) حلية الأولياء ٩/ ٣٥١، ٣٧٦.
(٥) في الرسالة القشيرية ص ٥٠٨: بنفسٍ.