للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلاف ألف درهم (١)، وخمس مئة ألف.

فانتشرَ في العامَّةِ أنَّ الأتراكَ قد اتَّفقوا على خلع المهتدي، والفتك به، فثار العوام والقوَّاد، وكتبوا رقاعًا، وألقَوها في الجوامع والمساجد والطرقات مضمونها: يا معاشر المسلمين، ادعوا الله لخليفتكم العدل الرضا، المضاهي لعمر بن الخطاب، أنْ ينصره على عدوِّه، ويكفيه مؤنة ظالمه.

وتحرَّكَ أهلُ الكَرْخ والدور، وكانوا مع المهتدي، وراسلُوه في الوثوب بالأتراك وبموسى بن بُغَا وغيره، فأرسل إليهم وجزاهم خيرًا، ووعدَهم بكلِّ خير (٢).

وفيها تحرك الزَّنج من السَّبَخَة وقربوا من البصرة، وأخذوا مراكبَ كثيرة، وغنموا منها أموالًا جليلة، وكانوا قد هزموا جُعلان، فتهيَّأ سعيد الحاجب نحوهم (٣).

وفي مستهل جمادى الأولى رحلَ موسى بن بُغا وباكباك إلى مُساور الشاري، وكان بالسِّنِّ قريبًا من الموصل، وجاءهم المساء، وكانوا عند جبل، فأوقد مساور النيران على رأس الجبل، ثم نزلُوا من مكانٍ آخر ومضوا، وفارقوا موسى، فأقام موسى وباكباك وجماعة من الموالي بالكُحَيل (٤).

ولأربع عشرة ليلةً خلت من رجب خُلِع المهتدي، وقُتِل يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلةً بقيت منه، وسبب (٥) ذلك [أنَّ الجند] (٦) ثاروا يطلبونَ العطاء، فلم يعطِهم شيئًا، ووعدَهم، وكان موسى بن بُغا وباكباك والموالي بطريقِ خراسان في طلب مساور الشاري، وكان المهتدي قد استمالَ جماعةً من الأتراك منهم باكباك، وهو مع موسى في وجه الشاري، فكتب إلى باكباك يأمره يقتلُ موسى ومُفْلِحًا، أو يحملهما إليه مقيَّدَين، ويكون هو الأمير على الأتراك، فأوقف (٧) موسى على كتابه وقال: إنِّي لستُ


(١) كذا في (خ) و (ف) والكامل ٧/ ٢٢١. وفي تاريخ الطبري ٩/ ٤٤٣: سبعة عشر ألف ألف درهم. . .
(٢) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٤٤، والكامل ٧/ ٢٢١، وتاريخ الإسلام ٦/ ١٢.
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ٤٧٠ - ٤٧١.
(٤) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٥ - ٤٥٦. ومن بداية أحداث السنة إلى هنا ليس في (ب).
(٥) من هنا إلى الباب الخامس عشر من خلافة المعتمد، ليس في (ب).
(٦) ما بين حاصرتين من تاريخ الإسلام ٦/ ١٢، وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٦.
(٧) في (خ) و (ف): فإن وقف. والتصويب من تاريخ الإسلام ٦/ ١٣، وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٦.