للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن نُمير: ما رأينا مثل البخاري (١).

وقال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسانُ مثلَ البخاري (٢).

وقال إسحاق بن راهويه وعنده البخاري: يا معاشرَ أصحاب الحديث، اكتبُوا عن هذا الشاب، فإنَّه لو كان في زمنِ الحسن لاحتاجَ الناسُ إليه؛ لمعرفته بالحديث وفهمه (٣).

وقال الدارقطنيُّ: لولا البخاريُّ ما ذهبَ مسلم ولا جاء.

وقال محمد بن حَمْدويه: سمعتُ البخاري يقول: أحفظُ مئةَ ألف حديث صحيحة، ومئتي ألف غير صحيحة (٤).

وقال أبو أحمد بن عدي الحافظ: سمعتُ عدَّة مشايخ يحكون أنَّ البخاريَّ قدمَ بغداد، فسَمِعَ به أصحابُ الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث، فقلبوا متونَها وأسانيدَها، وجعلُوا متنَ هذا الإسناد لإسنادٍ آخر، وإسناد هذا المتن لمتنٍ آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفس، إلى كل نفسٍ عشرةَ أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس يُلقونها على البخاريّ، فحضرُوا، فانتدَب رجل من العشرة، فسأله عن متن حديث من تلك الأحاديث، فقال: لا أعرفه، وسأله آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يُلقي عليه واحدًا بعد واحد، حتى فرغَ العشرة، والبخاريُّ يقول: لا أعرفه، فكان بعض الفُهماء قال: الرجُلُ فهِم، وبعضهم قال: الرجلُ عاجز، ثم انتدبَ رجلٌ آخر، فسألَه عن الأحاديث، ولا يزيده على: ما أعرفه، فلمَّا مسألة العشرة، التفتَ إلى الأوَّل فقال: أمَّا حديثُك الأول فهو كذا، والثاني كذا، والثالث كذا، حتى أتى على العشرة، فردَّ كل متنٍ على إسناده، وكلَّ إسنادٍ على متنه، وفعل بالجميع كذلك، فأقرَّ له الناسُ بالحفظ، وأذعنُوا له بالفضل.

وكان ابنُ صاعدٍ إذا ذكرَه يقول: ذاك الكبشُ النَّطَّاح (٥).


(١) تاريخ بغداد ٢/ ٣٣٩.
(٢) تاريخ بغداد ٢/ ٣٤٢.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ٣٤٨.
(٤) تاريخ بغداد ٢/ ٣٤٦.
(٥) تاريخ بغداد ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١، وتاريخ دمشق ٦١/ ٦٥ - ٦٦.