للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: هذا فرحي بك وأنا أخافُك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك.

وسئل: بم نالوا المعرفة؟ فقال: بتضييع ما لهم والوقوف مع ما له.

وقال: إنَّ الله اطَّلعَ على قلوبِ أوليائه، فمنهم من لا يصلح لحملِ المعرفة صِرفًا، فشغله (١) بالعبادة.

[وقال: ليس العجبُ من حبِّي لك وأنا عبدٌ فقير، وإنَّما العجبُ من حبِّك لي وأنت ملكٌ قدير.] (٢)

وقال: منذ ثلاثينَ سنةً كلَّما أردتُ أن أذكرَ الله أتمضمضُ وأغسل لساني؛ إجلالًا له أنْ أذكرَه (٣).

وحكى عنه في "المناقب" أنَّه قال:] أشدُّ المحجوبين عن الله ثلاثةٌ بثلاثة، فأوَّلُهم الزاهدُ بزهده، والثاني العابدُ بعبادته، والثالثُ العالم بعلمه، ثمَّ قال: مسكينٌ الزاهد، لو علمَ أن الله سمَّى الدنيا كلها قليلًا في قليل، فكم مقدارُ ما ملكَ من ذلك القليل؟ وفي كم زهد ممَّا ملك؟ وأمَّا العابد فلو رأى مِنَّةَ الله عليه في العافية (٤)، عرف عبادته في المنَّة، وأمَّا العالم فلو عَلِم أنَّ جميعَ ما في العالم سطرٌ (٥) واحدٌ ممَّا في اللوح المحفوظ، فكم عَلِمَ هذا العالم من ذلك السطر؟ وكم عَمِلَ ممَّا علم؟

[قال:] وقال: ما ذكروه إلَّا بالغفلة، ولا خدمُوه إلَّا بالفترة، وأكثرُ الناس إشارةً إليه أبعدُهم عنه (٦).

وقال: غبتُ عن الله تعالى ثلاثينَ سنة، وكانت غيبتي عنه ذِكري إيَّاه، فلما حضرت (٧) وجدتُه في كلِّ حال.


(١) في (ب): فعلله، وانظر مناقب الأبرار ١/ ١٨٨.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، وانظر مناقب الأبرار ١/ ١٩١.
(٣) انظر الأقوال السابقة في صفة الصفوة ٤/ ١٠٨ - ١٠٩.
(٤) في (ب): العاقبة. وفي صفة الصفوة ٤/ ١٠٩: العبادة، وانظر مناقب الأبرار ١/ ١٩١.
(٥) في (خ) و (ف) و (ب): شطر. في الموضعين، والمثبت من مناقب الأبرار وصفة الصفوة.
(٦) صفة الصفوة ٤/ ١٠٩.
(٧) في حلية الأولياء ١٠/ ٣٥، وصفة الصفوة ٤/ ١١٠: فلما خنستُ عنه.