للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن زيد حتَّى ظفر به فقتله (١).

وفيها حارب الخُجُستانيُّ عمرَو بن اللَّيث، فظهر على عمرو، فهزمه ودخل نيسابور، فأخرج عاملَ عمرو منها، وقتل جماعةً ممَّن كان يميل إلى عمرو.

وفيها كانت وقعةٌ بالمدينة ونواحيها بين الجَعافِرَة والعلويِّين، وسببُها: أنَّ العاملَ على المدينة ووادي القُرى ونواحيها إسحاقُ بنُ محمد بنِ يوسف الجَعْفَريّ، فولَّى وادي القُرى عاملًا من جهته، فوثب أهلُ الوادي على الغُلام فقتلوه، وقتلوا أخوين لإسحاق، فخرج إسحاقُ لوادي القرى ليقاتِلَهم، فمرض ومات، فقام بأمر المدينة أخوه موسى بنُ محمد، فخرج عليه الحسنُ بن موسى بن جعفر، فأرضاه بثمان مئة دينار، ثمَّ خرج عليه أبو القاسم أحمدُ بنُ محمد بنِ إسماعيل بنِ الحسين (٢) بن زيد، [ابنُ] عمِّ الحسن بن زيد صاحب طَبَرِسْتان، فقتل موسى، وغلب على المدينة فضَبَطها، وكان قد غلا بها السِّعر، فرفع الجبايةَ عنهم، وجلب الغلَّة، فرخصت المدينةُ، وسكنت الفتنةُ، فأقام بها إلى أن قدم إليها ابنُ أبي السَّاج.

وفيها وثب الأعرابُ على كسوة الكعبة (٣)، فانتهبوها، وصار بعضُها إلى صاحب الزنج، وأصاب الحاجَّ شدَّةٌ شديدة.

وفيها دخل إسحاقُ بن كنداج [نَصِيبين]، فاستنجد عليه إسحاقُ بن أيوب عيسى (٤) ابنَ الشَّيخ صاحبَ آمِد، فأنجده، فظهر على ابن كنداج، وبعث المعتمدُ إلى ابن كنداج بخِلَع ولواء، وولَّاه الموصلَ وديارَ ربيعة وأرمينيةَ، فبعثوا يطلبون الصُّلح وبذلوا مالًا.

وفيها وافى محمَّدُ بن أبي السَّاج مكَّةَ وبها المخزوميُّ (٥)، فحاربه، فهزمه ابنُ أبي


(١) كذا في (خ) و (ف). والذي في "تاريخ الطبري" ٩/ ٥٥٢، و"الكامل، ٧/ ٣٣٥: وذلك أن الحسن بن زيد عند شخوصه إلى جرجان كان استخلفه بسارية، فلما كان من أمر الخُجُستاني وأمر الحسن ما كان يحرجان، وهرب الحسن منها، أظهر العقيقي -وهو الحسن بن محمد- بسارية أن الحسن قد أسر، ودعا من قبله إلى بيعته، فبايعه قوم، ووافاه الحسن بن زيد فحاربه، ثم احتال له الحسن حتى ظفر به فقتله.
(٢) في "تاريخ الطبري" ٩/ ٥٥٣: الحسن. وما سيأتي بين معكوفين منه.
(٣) في (خ) و (ف): على كسوة الأعراب. وهو خطأ.
(٤) في (خ) و (ف): العبسي. وهو خطأ، والمثبت من الطبري ٩/ ٥٥٣ وما بين معكوفين منه.
(٥) في "تاريخ الطبري" ٩/ ٥٥٣: ابن المخزومي، وانظر "الكامل" ٧/ ٣٣٦.