للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أين نجومُ الكاذبِ المارِق … ما كان بالطَّبِّ ولا الحاذقِ

صبَّحه بالنَّحسِ سَعْدٌ بدا … لسيِّدٍ في قوله صادقِ

فخرَّ في مأزِقِه مُسْلَما … إلى أُسودِ الغاب في المأزِقِ

وذاقَ من كأسِ الرَّدى شَرْبةً … كَريهةَ الطَّعْمِ على الذَّائقِ

وقال يحيى بن خالد: [من الكامل]

يا بنَ الخلائفِ من أَرُومَةِ هاشمٍ … والغامرينَ النَّاسَ بالإفضالِ

والذَّائدين عن الحَريمِ عدوَّهم … والمُعْلِمين لكلِّ يومِ نِزالِ

مَلِكٌ أعاد الدِّينَ بعد دُروسه … واستنقَذ الأسرى من الأغلالِ

أنت المُجيرُ من الزَّمان إذا سَطَا … وإليك يَقصِدُ راغبٌ بسؤالِ

أطفَأْتَ نيرانَ النِّفاق وقد علَتْ … يا مُنيةَ الآجال والآمالِ

لله درُّكَ من سليلِ خلائفٍ … ماضي العزيمة طاهرِ السِّرْبالِ

أفنيتَ جمعَ المارقِين فأَصبحوا … متذلِّلين قد ايقنوا بزَوالِ

أمطرتَهُم عَزَماتِ رأيٍ حازمٍ … مَلأتْ قلوبَهُمُ من الأهوالِ

لمَّا طغى الرِّجْسُ اللَّعينُ قَصدْتَه … بالمَشْرَفيِّ وبالقَنَا الجوَّالِ

وتركتَه والطَّيرُ يَحجُلُ حولَه … متقطِّعَ الأوداج والأوصالِ

يَهوي إلى حَرِّ الجحيم وقَعْرِها … بسَلاسلٍ قد أوهنَتْهُ ثِقالِ

هذا بما كَسَبتْ يداه وما جَنى … وبما أتى من سيِّئ الأعمالِ

أقررْتَ عينَ الدِّين ممَّن كادَه … وأدَلْتَهُ من قاتل الأطفالِ

صال الموفَّقُ بالعراق فأفْزَعَتْ … مَن بالمغارب صَولةُ الأبطالِ

وقال عيسى بن مَخلد بن مروان (١): [من الطويل]

أَبِنْ لي جوابًا أيُّها المنزلُ القَفْرُ … فلا زال مُنْهَلًّا بساحاتِكَ القَطْرُ

أَبِنْ لي عن الجيران أين تحمَّلوا … وهل عادتِ الدُّنيا وهل يَرجعُ السَّفْرُ

وكيف تُجيب الدَّارُ بعد دُرُوْسِها … ولم يَبْقَ من أعلام ساكنِها سَطْرُ

منازلُ أبكاني مَغانيُّ أهلها … وضاقَتْ بيَ الدُّنيا وأسْلَمني الصَّبْرُ


(١) في "تاريخ الطبري" ٩/ ٦٦٥: يحيى بن خالد بن ومروان، وما سلف من أبيات فيه.