للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد المشايخ، ومن أكابر علماء القوم، والمتكلِّم في علوم الإخلاص والرياضات، وكان كبيرَ الشَّأن في باب الورع والمعاملات، مشهورًا بالكرامات.

[ذكر طرف من أخباره:

حكى ابن خميس في "المناقب": أنَّه] (١) كان يقوم الليل وله ثلاث سنين. قال: كُنْتُ أنظر إلى [صلاة خالي محمد] بن سَوّار وكان يقوم الليل، فكنت أقوم معه.

[وروي أنَّه] صام الدَّهر وهو في القِماط، قال: أرضعتني أمِّي ليلًا، ثمَّ طلع الصَّباح، فألقى الله عليَّ النُعاس طول النهار، فلمَّا جاء اللَّيل أرضعتْني، فبقيتُ على هذا مدَّة الرضاع، ثمَّ ألهمني الله وأنا ابن ثلاث سنين [سَرْدَ الصوم، قال: وحفظت القرآن وأنا ابن ستِّ سنين] وكنتُ أَسْرُد الصَّوم وأفطر على خبز الشَّعير حتَّى بلغتُ اثنتي عشرة سنة.

قال: وقال لي خالي محمد بن سَوّار وأنا طفل: [يا سهل،] ألا تذكر الله الَّذي خلقك؟ قلت: كيف أذكره؟ قال: تقول بقلبك من غير أن تحرِّك شفتيك ولسانَك: الله ناظري، الله شاهدي، الله معي، ثمَّ قال: دُم على هذا فإنَّه ينفعك في قبرك، [قال:] فدُمت عليه، فوجدتُ حلاوتَه في سرِّي.

وقال: وقعتُ في مسألة وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، فخرجتُ إلى عبَّادان، فسألتُ عنها أبا حبيب حمزةَ بنَ عبد الله العبَّاداني، فأجابني عنها، ثم رجعتُ إلى تستر، فكان قوتي في كل شهر درهم أشتري به شعيرًا وأطحنه، وأُفطر في كل ليلةٍ وقتَ السَّحرَ على أوقيَّة [بغير] ملح ولا إدام، وكنتُ أُواصل اليومين والثلاثة والعشرة والعشرين وأكثر.

[حدثنا جدِّي بإسناده عن] أبي العبَّاس الخوَّاص قال: كنت أحبُّ أن أعلم من أينَ يقتات سهل بن عبد الله؟ [فلم يخبرني أحد]، فجئتُ ليلة إلى المسجد وسهل قائمٌ يصلِّي، [فجاءت شاةٌ فدخلت المسجد،] فأوجز في صلاته، وأخذ قَعْبًا من طاق


= ٢٣٤، ٣٣٢، ٤١٢، ٥٢٩، ٥٣٥، ومناقب الأبرار ١/ ١٩٧ - ٢٢٠، وصفة الصفوة ٤/ ٦٤ - ٦٦، ٢٥٤، ٤٤٣ - ٤٤٤، والمنتظم ١٢/ ٣٦٢، وذم الهوى ص ٧٧، ووفيات الأعيان ٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٥٦ - ٧٥٨.
(١) المناقب ١/ ١٩٨، وما بين معكوفين من (ف).