للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وحكى عنه ابن باكويه أنَّه قال:] ليس على النَّفس شيءٌ أشدَّ من الإخلاص؛ لأنَّه ليس لها فيه نصيب.

[وحكى عنه في "المناقب" أنَّه] قال: كلُّ الأحوال لها وجهٌ وقفا، إلَّا التوكُّل فإنَّه وجهٌ بلا قفا.

[وحكى عنه أيضًا أنَّه] قال: ما من قلبٍ إلا والله تعالى مطَّلعٌ عليه، فإن رأى فيه مَيلًا إلى غيره سلَّط عليه إبليس.

وقال: لا يستحقُّ الإنسان الرّياسة حتَّى يَصرف جهله عن النَّاس، ويَحمل جَهلَهم، ويَتركَ لهم ما في أيديهم، ويَبذُلَ لهم ما في يده.

وقال: من أخلاق الصِّدِّيقين أنَّهم لا يَحلفون بالله صادقين ولا كاذبين، ولا يَغتابون ولا يُغتاب عندهم، وإذا وَعدوا لم يُخلِفوا، ولا يُشْبِعون بطونَهم، ولا يَمزحون، ولا يتكلَّمون إلَّا الاستثناء في كلامهم.

وقال: الآيات لله، والمعجزات للأنبياء، والكرامات للأولياء، والمعونات للمريدين، والتمكين لأهل الخصوص.

وقال: تربة المعاصي الأمل، وبذرها الحرص، وماؤها الجهل، وزارعها الإصرار، وتربة الطاعة المعرفة، وبَذْرها اليقين، وماؤها العلم، وزارعها الإقلاع.

وقال: مَن لم يَصحبه الورعُ أكل رأسَ الفيل ولم يشبع.

وقال له رجل: أُريد أن أصْحَبَك، فقال: إذا مات أحدُنا فمَن يصحب الباقي؟

فقال: الله تعالى، قال: فلنَصْحَبه الآن.

وسئل عن ذات الله تعالى، فقال: ذاتُه سبحانه موصوفة بالعلم، غيرُ مُدْرَكَةٍ بالأبصار في دار الدنيا، وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حدٍّ ولا إحاطة، قد حجب الخَلْقَ عن معرفةِ كُنْهِ ذاته، ودلَّهم عليه بآياته، فالقلوب تَعرفُه، والعقول لا تُدركه.

وقال: مَن كان له في الدُّنيا سببٌ يتعلَّق به غير الله، أو يُؤوي إليه غيرَه، فقلبه مَحجوبٌ عنه، ومَن لم يغلب عليه الوَحدة فهو بعيدٌ من باب الله تعالى.