فأَخْرجُ كل يوم، فأجلس على هذا النَّهر، فتأتي على رأس الماء خمس قِفاف، فأبيعُها فنتقوَّت بها، واليوم ما جاءتني، وما أدري كيف أصنع؟ فرفعتُ رأسي إلى السماء وقلت: إلهي، لو علمتُ أنَّ لها خمسَ عِيال لزدتُ في العمل، ثمَّ أخذ العجوز إلى بيته، وأعطاها دراهم ودقيقًا وقال: كلَّما أردتِ شيئًا فتعالي فخذي ما يكفيكم.
[ذكر طرف من أخباره:
حكى عنه جعفر الخُلْديُّ أنَّه] قال: أعرف سبعة عشر طريقًا إلى مكة، طريق منها ذهب، وأخرى فضة.
[ذكر قصَّته مع المريض:
حكى عنه ابن خميس في "المناقب"، قال: صَعِدتُ إلى جبل اللُّكام، فرأيت شجرة عليها رمَّان، فاشتهيتُه، فمددتُ يدي فأخذتُ رُمَّانة، فإذا هي حامضة، فرميتُ بها ومضيت، وإذا برجل مَطروحٍ على قارعة الطَّريق، وقد اجتمع عليه زنابيرُ كثيرة وهي تلدغه، فسلَّمتُ عليه، فقال: وعليكم السلام يَا إبراهيم، فقلتُ: كيف عرفتَ اسمي؟! فقال: مَنْ عرف الله لم يخْفَ عليه شيءٌ، فقلت: أرى لك مع الله حالًا، فلو سألتَه أن يَقيَك لَدْغ هذه الزَّنابير، فقال: إنَّ لَدْغ الزنابير أجدُ أَلَمَه في الدُّنيا، فهلَّا سألتَ الله أن يَقيَك لَدْغ شَهْوة الرُّمَّان الذي تجد ألمه في الآخرة؟ فتركتُه ومضيت.
[ذكر قصَّته مع الخضر ﵇:
حكى أبو عبد الرَّحمن السلميُّ قال: قيل للخواص:] حدِّثنا (١) بأعجبِ شيءٍ لقيتَ في أسفارك، قال: لقيني شابٌّ في بعض أسفاري، فوقع في خاطري أنَّه الخَضِرُ، فسألني الصُّحبةَ، فقلت: أخشى أن يتغيَّر عليَّ توكُّلي، لا حاجةَ لي في صُحبتك، قال: إن صدقتَ فمن أنا؟ قلت: الخضر، وفارقتُه.
[ذكر قصَّته مع الشاب:
حكى عنه السُّلميُّ أَيضًا] قال: صَحبني شابٌّ حَسَنُ المراعاة لأوقاته، فقلت [له:]
(١) في (خ): وقيل له: حَدَّثَنَا، والمثبت وما بين معكوفين من (ف) و (م ١)، ولم نقف عليه في طبقات الصوفية، وذكر هذا الخبر والذي يليه القشيري في رسالته ٣/ ٥٣، ٥٧.