للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض كلامه: كلُّ ما وقع في خواطركم فقولوه لي، فوقع في خاطري أنَّه يهودي، وعرَّفت الجريريَّ فكَبُر عليه، وقوي في خاطري ذلك، فقلت له: يا هذا، قد وقع في خاطري أنَّك يهوديّ، فأطرق ساعة، ثمَّ رفع رأسه وقال: صدقتَ، ثمَّ أسلم، وقال: قد مارَسْتُ الأديانَ كلَّها والمذاهب؛ فما رأيتُ مَن هو على الحقِّ إلَّا أنتم، وحَسُن إسلامه.

وقال أبو العباس: كنتُ آوي (١) إلى مسجد فيه سِدْرَة يأوي إليها بُلبُلان، ففقد أحدُهما صاحبَه، وبقي الآخرُ على الغُصْن ثلاثة أيَّام لا ينزل، ولا يلتقط، ولا يشرب ماءً، فلمَّا كان في اليوم الثالث، مرَّ به بلبل آخر فصاح، فذكر البلبلُ الذي كان على الغُصن صاحبَه، فوقع ميتًا.

ذكر نبذة من كلامه:

حكى السُّلمي عنه أنه قال: من راقب الله (٢) في حركات قلبه عصمه في حركات جوارحه.

وقال: أنت في هَدْم عمرك منذ خرجتَ من بطن أمِّك.

وحكى في "المناقب" عن جعفر الخلدي قال: سألتُ ابنَ مسروق عن العقل، فقال (٣): مَنْ لم يَحْتَرِز بعقله من عقله لعقله هلك بعقله.

وقيل له: ما التوكُّل؟ فقال: الاستسلامُ لجَرَيان القضاء والأحكام.

وقيل له: مَن الزاهد؟ فقال: الذي لا يَملكُه مع الله سَببٌ.

وقال: كثرةُ النَّظَر إلى الباطل تَذْهب بنور الحقِّ من القلب.

وقال: إنَّ الله وَسَمَ الدُّنيا بالوَحْشَة؛ لئلَّا يأنس المطيعون بها.

وقال: شجرةُ المعرفة تُسْقى بماء الفكرة، وشَجَرةُ المحبَّة تُسقى بماء الاتِّفاق،


(١) في (ف م ١): وحكى أبو نعيم عن أبي العباس قال كنت آوي، والمثبت من (خ)، ولم نقف على الخبر في حلية الأولياء.
(٢) في (خ): وقال أبو العباس: من راقب الله، والمثبت من (ف م ١)، وانظر طبقات الصوفية ص ٢٤٠.
(٣) من قوله: وحكى في المناقب … إلى هنا من (ف م ١). وانظر مناقب الأبرار ١/ ٤٣٦.