للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت الَّذي كان فيه الغلام فلم نجده؛ والأبواب مُغْلَقة على حالها، فقال أبي: نعم فيهم صغار وكبار.

[وحكى عنه أيضًا أنَّه] قال: قدمت المدينة وبي فاقة، فتقدَّمتُ إلى القبر وقلت: السلام عليك يا رسول الله أنا ضيفك، ونمت فرأيته في المنام، فناولني رغيفًا فأكلتُ نصفَه، وانتبهتُ وفي يدي النصف الآخر.

[قال الدّقي: مرض ابن الجلاء، فدخل عليه قوم فأطالوا وقالوا: ادع لنا، فرفع يديه وقال: اللهم عَلِّمنا عيادة المَرْضى.

ذكر نبذة من كلامه:

حكى عنه في "المناقب" أنَّه] قال: مَن استوى عنده المَدْح والذَّمُّ فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو مُوحّد.

وسئل عمَّن دخل البادية بغير زاد ولا راحلة فقال: هذا من الرجال، قيل له: فإن مات؟ فقال: الدية على القاتل (١).

وقال: اهتمامك بالرِّزق يُبعدك عن الحقِّ، ويُفقرك إلى الخَلْق.

وقال: الخائف مَن تأمنه المخاوف (٢).

وقال: مَن عَلت هِمَّته عن الأكوان وصل إلى مُكوِّنها، ومَن وقف بهِمَّته على شيء سوى الحق فاته الحق؛ لأنه أعزُّ من أن يَرضى معه بشريك.

وكانت وفاته يوم السبت لاثنتي عشرة ليلةً خلت من رجب في هذه السنة بالرَّملة، وقيل: بدمشق.

صحب ذا النون المصري، وأبا تُراب النَّخْشَبي، وأبا عبيد البُسْري وغيرهم (٣).


(١) في (ف) و (م ١): على العاقلة.
(٢) في مناقب الأبرار ١/ ٣٦٤: المخلوقات. وهي الأصح.
(٣) بعدها في (ف) و (م ١): والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. وانظر في ترجمة ابن الجلاء: تاريخ بغداد ٦/ ٤٥٩، حلية الأولياء ١٠/ ٣١٤، طبقات الصوفية ص ١٧٦، تاريخ دمشق ٢/ ٢٧٣ (مخطوط)، مناقب الأبرار ١/ ٣٦٢، والمنتظم ١٣/ ١٨١، صفة الصفوة ٢/ ٤٤٢، السير ١٤/ ٢٥١.