للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ختمة؛ ثلاث ختمات في كل يوم، وبقي يستنبط مُوْدَع القرآن بضع عشرة سنة في ختمة، فمات قبل أن يُتمَّها؛ ومعناه: أنَّه يريد فهم ما أودعه الله فيها من المعاني.

[ذكر نبذة من كلامه في القرآن وغيره:

حكى عنه في "مناقب الأبرار" أنَّه قال: في اسم الله هَيبته، وفي الرحمن عَوْنه ونُصْرته، وفي الرحيم صُحْبته ومَوَدَّته، ثم قال: سبحان مَن فرَّق بين هذه المعاني في لطافتها، وهذه الأسامي في غوامضها.

قال: وقال في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: ٣٠] على انفراد القلب بالله تعالى.

قال: وسئل عن قول الله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ١٩] فقال: اقترب إلى بساط الرُّبوبية، فقد أعتقناك من رِقِّ العبودية.

قال: وسئل عن قول الله تعالى: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)[الواقعة: ٨٩] فقال: الرَّوح: النَّظَر إلى وجهه الكريم، والرَّيحان استماع كلامه، وجنة نعيم: أنَّه لا يُحْجَب عنه.

قال: وقال: في البيت مقام إبراهيم، وفي القلب آثار الله، وللبيت أركان، وللقلب أركان، فأركان البيت من الصَّحن، وأركان القلب من مَعادن أنوار المعرفة.]

وقال: التوبة توبتان: توبة الإنابة وتوبة الاستجابة، فتوبة الإنابة أن يتوب العبد خوفًا من عقوبته، والاستجابة أن يتوب العبد حَياءً من كرمه.

وقال: مَن تأدّب بآداب الأولياء صلح لبساط المؤانسة، ومَن تأدب بآداب الصالحين صلح لبساط الكرامة.

[وقال: لما خرج آدم من الجنَّة بكى عليه كلُّ شيء إلا الذهب والفضة. وقد ذكرنا تمامه في قصة آدم ﵇، وفي آخره: فقال الله: وعزَّتي لأجعلن بني آدم خَوَلًا لكما] (١).

وقال: أصحُّ العقول عقلٌ وافق التوفيق، وشرُّ الطاعات طاعة أورَثَتْ عُجبًا، وخير


(١) ما بين معكوفين من (ف) و (م ١).