الذُّنوب ذنب أعقب توبة ونَدَمًا.
وقال: السكون إلى مألوفات الطَّبع يقطع صاحبها عن بلوغ درجات الحقائق.
وقال: المحبّة أغصان تُغْرَس في القلوب فتُثْمِرُ على قدر العقول، وأنشد: [من الطويل]
غَرَسْتُ لأهل الحبّ غُصْنًا من الهوى … ولم يك يدري ما الهوى أحدٌ قبلي
[فأوْرَقَ أغصانًا وأينَعَ نَشوةً … وأعْقَبَ لي قُوتًا من الثَّمَرِ الأزلي]
فكلُّ جميع العاشقين هواهم … إذا نَسبوه كان من ذلك الأصل
وقال: مكتوب في بعض الكتب القديمة: يقول الله تعالى: يا ابن آدم إن أعطيتك الدنيا اشتغلتَ بها عني، وإن منعتُك إياها اشتغلتَ بطلبها، فمتى تتفرّغ لي.
وقال: كيف يوعى الإيمان في سرِّ من هو عَبْدُ لُقمة (١).
وبلغه أن بعض الفقراء مرَّ بصبيان يلعبون وعندهم شيوخ، فقال لهم الفقير: ألا تستحيون من هؤلاء الشيوخ؟ فقال صبي: لا ما نستحي، هؤلاء شيوخ قلَّ وَرَعُهم فقلّت هَيبتهم، فقال ابن عطاء: صدق الصبي، الهَيبةُ مَقرونة بالوَرع.
وقال: لما قُبض النبي ﷺ قام أبو بكر ﵁، فساس الناس بقَضيب مع قُوَّة نَسيم النبوة، فلما قام عمر ﵁ لم يقدر على سياستهم بالقضيب فساسهم بالدّرة، فلما قام عثمان ﵁ جرَّد فيهم السَّوط فلم يَستقم له الأمر كما استقام لصاحبيه، فلما قام علي ﵁ لم يقدر سياستهم إلا بالسيف فبذله فيهم.
وسئل: لِمَ بُلي الخلق بالفراق؟ فقال: لئلا يكون لأحد سكون إلى غير الله تعالى، أو مع غيره.
وسئل عن معنى الطَّهارة فقال: معنى غسل الوجه الإعراض عن الدنيا، ومعنى غسل اليدين يمينًا وشمالًا إلقاء الخلق يَمنَةً ويَسْرةً، ومعنى مسح الرأس التَّبرُّؤ عن النَّفْس، ومعنى غسل القدَمين التَّخلي عن الموجودات ليقوم بها إلى المناجاة، فإذا كبَّر خرج عن الكائنات، فالطهارة للنفوس، والصلاة بالقلوب.
(١) كذا في النسخ، وفي (م ١): في قلب، بدل: في سر. وفي مناقب الأبرار ١/ ٤٥٩: كيف يرى الإيمان في سره من يكون عبد لقمة.