زعم أنه لم يُقتل، وأن عدوًا له أُلقي عليه شَبَهه؛ كما جرى لعيسى بن مريم ﵇.
وبعضهم ادّعى أنه رآه في غد ذلك اليوم في طريق النَّهْرَوان راكبًا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الذين ظنوا أنني أنا الذي قتلت: ما أنا ذاك.
وأحضر حامد الوراقين، واستحلفهم أن لا يبيعوا شيئًا من كتب الحلاج ولا يشترونها [، وهذا معنى ما ذكر ثابت].
وقال في "المناقب": لما رُفع على الجِذْع بعد أن ضُرب ألف سَوط ولم يتأوَّه؛ غير أنه لما ضُرب ست مئة قال لمحمد صاحب الشرطة: ادْنُ مني فلي معك حديث، فقال: قد حُذِّرت مثل هذا، ثم لما رفع على الجذع قال:[حسب الواجد إفراد الواحد، ثم قال:] ﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ﴾ [الشورى: ١٨] ولم يبق ببغداد إلا من شهد قتله (١).
وقيل له وهو على الجِذْع: ما حَدُّ التصوف؟ فقال: ما ترون.
وروي أنه التفت إلى الناس وقال: مَن حضر بطلت شهادته، ومن غاب عنا قُبلت عدالتُه.
وروي أن بعض الصوفية ناداه وهو مَصْلوب: مَن طَلَّق الدنيا كانت الآخرة زوجته، ومَن فارق الحق كان الجِذْع راحِلَته.
ويُروى أنهم لما قطعوا يده كتب الدمُ على وجه الأرض: الله الله، وليس بصحيح [ومعناه ظاهر؛ لأن الدم نَجِس، والنجس لا يكتب الطاهر.
قلت:] وقد اختلف مشايخ الصوفية فيه، [قال الخطيب:] فأكثرهم نفاه وأباه، وبعضهم قبله، وممن قبله: أبو العباس بن عَطاء، ومحمد بن خَفيف الشِّيرازي، وإبراهيم بن محمد النَّصْراباذي، وصحَّحوا حاله، ودوَّنوا كلامَه.
قال: ومَن نفاه من الصوفية نسبه إلى الشَّعْبَذة والزَّنْدَقة، وله إلى الآن أصحاب يُنسبون إليه، ويَغْلون فيه.
وقال ابن خميس في "المناقب": صحب الجُنَيد، والنُّوري، وعَمرو بن عثمان
(١) لم أجدها في ترجمته في مناقب الأبرار ٢/ ٦٨ - ٨٠.