الذنب، فلم جعلتَ غايةَ الحدود وهو القتل في مقابلة ساعة؟
والتاسع: إن فاتكَ الماء فما فاتك المال والملك.
والعاشر: أن لابدَّ للخادم من ساعة يستريح فيها ويتشاغل بمصالح نفسه عن مخدومه.
والحادي عشر: أنا وإن غبتُ عنك ساعةً فإنما كنت في خدمتك ومصالحك، وقد أقام القرآن عذري ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بعَيدِ﴾.
والثاني عشر: لمَ قدمتَ العقوبةَ قبل إتيان الحجة ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ﴾ هلَّا قلت: إن لم يأت بحجَّةٍ عذّبته.
والثالث عشر: إنما ينبغي أن يُهدَّدَ بالقتل المماثل في المرتبة.
والرابع عشر: ليس العجب من تهدُّدِكَ لي مع القدرة، وإنما العجب من مناظرتي وأنا عاجزٌ عن ردِّ القتل.
والخامس عشر: إنني قد عَرَّفتكَ حالةً ما فهمها غيري، فإذا قتلتني لم تجد من يدُلُّكَ على مثلها، فيفوتك ما هو أعظم من قتلي.
والسادس عشر: إنَّك ادَّعيتَ أن الله قد آتاك ملكًا لم يُؤْتِه أحدًا من قبلك، أفترضى أن تكون قدرتك على قتل طُوَيرٍ حقير أَقبلَ مِن عند مَن أُوتيتْ من كلِّ شيءٍ ولها عرشٌ عظيم؟
والسابع عشر: أنَّ مِن عادة الملوك إذا أرسلوا رسولًا في مهمِّ أحسنوا إليه، أفيحسنُ بك وقد أتيتك بخبر لو اجتمع عليه رسل الدنيا وطيورها لما قدروا على الإتيان بمثله، أنْ تكون جائزتي القتل.
والثامن عشر: إنَّك إذا قتلتني على ذنبٍ حقير، نَفَر عنك أربابُ الدولة، فدع قتلي حفظًا لدوام مُلكك.
والتاسع عشر: إنني من بعض رعاياك وأنت مسؤولٌ عنِّي فكيف تقتلني، فجزاء سيئة سيئة مثلها.
والعشرون: إنك إنما عزَّ عليك غيبتي لفوات الماء، وكم قد فاتني حظِّي منك وما