للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاةُ عبيد الله يوم الإثنين رابع وعشرون ربيع الأول (١) هذه السنة، وعمرُه اثنتان وستون سنةً وأشهر، ومدَّةُ أيامه خمسٌ وعشرون سنة وثلاثة [أشهر وسبعة] أيام، وقيل: وستة (٢) أيام.

وكان له من الولد ستة ذكور وثماني بنات تُوفِّينَ بمصر، وولي بعده ولدُه أبو القاسم محمد القائم بأمر الله، ومولده سنة ثمانين ومئتين بإفريقيَّة، هذا قولُ القاضي أبو عبد الله القُضاعي (٣).

وقال الرئيس أبو يَعْلى حَمزة بن أسد بن علي بن محمد التَّميمي الدِّمشقي: أولُ مَن ظهر من أئمة الدولة الفاطمية في المغرب الإمام أبو محمد عُبيد الله بن محمد بن عبد الله بن مَيمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب ، وكان من بعض الدُّعاة لهم محمد بن أحمد بن أبي الشَّلَغْلَغ، فلمَّا أشرف على الموت ردَّ الأمرَ في الدَّعوة إلى ولده سعيد الأصغر إلى أن يكبر، وبعث إلى المغرب داعيَين أخوَين أبا عبد الله الحسين وأبا العباس محمد ابنَي أحمد بن محمد بن زكريا الكوفي، فوصلا إلى كُتامَة من ناحية اليمن في ربيع الأول سنة ثمانين ومئتين، فأخذا العَهْدَ على البَرْبر لأبي محمد عُبيد الله، وأحكما ذلك مع الوجوه والمقدَّمين فيهم.

وبلغ الخبرُ المعتضدَ أبا العباس أحمد بن الموفق بن المتوكل فجدَّ في طلبه، وكتب إلى الجهات بسببه، وكان عبد الله مُقيمًا بسَلَمْيَة، وله بها الأملاكُ الوافِرةُ، والنِّعمةُ الظَّاهرة، فأجْفَلَ منها يُريدُ المغربَ، وكان الوالي في ذلك الوقت عيسى النُّوشَرِيّ، وكان عُبيد الله فَطِنًا ذكيًّا، فدخل على النُّوشَري، ولاطَفَه وعاشَره، فاعجبه، وتمكَّنت منزلتُه من قلبه، فبلغ خبره المعتضد، فكتب إليه يَحُضُّه على كَشْف خبره، والجدِّ في أمره، فوصل الكتاب إلى النُّوشري فقرأه وفي مجلسه ابن المُدَبِّر الكاتب، وكان قد صادق عُبيد الله وصافاه، وأمره النُّوشَري بالقبض عليه، فأرسل ابن المُدَبِّر إليه فأخبره، فسار من ساعته إلى الإسكندرية والوالي بها علي بن وهشودان الدَّيلَمي، فلم


(١) كذا في (خ)، وفي مصادر ترجمته أنه توفي منتصف ربيع الأول.
(٢) ما بين معكوفين من المقفى ٤/ ٥٦٤.
(٣) في تاريخ القضاعي ٥٥٩ أنه ولد بسلمية.