وقال: رأيتُ في منامي حَوْراء ما رأيتُ في الدنيا أحسنَ منها، فقلت: زوِّجيني نفسَك، فقالت: اخطُبني من سيدي، فقلتُ: ما مَهْرُك، فقالت: حَبْسُ النفسِ عن مألوفاتها.
[وذكر في "المناقب" أيضًا عن الكتاني] قال: كان عندنا بمكة فتًى عليه أَطْمارٌ رَثَّة، وكان لا يُجالسنا، فوقع في قلبي محبَّتُه، ففُتِح عليَّ بمئتَي درهم من وَجْهٍ حَلال، فأتيتُه بها ووضعتُها بين يديه، فنظر إليَّ شَزَرًا وقال: اشتريتُ هذه الجِلْسَة مع الله على الفَراغ بسبعين ألف دينار غير الضِّياع والمُسْتَغَلَّات، تُريد أن تَخْدَعَني بهذه، ثم بدَّدَها وقام، فقَعدتُ ألتقطُها، فما رأيتُ مثلَ عِزِّه حين قام، ولا مثلَ ذُلِّي حين قعدتُ ألتقطها.
[ذكر] نُبذة من كللامه:
[حكى عنه في "المناقب" أنه] قال: إنَّ لله رِيحًا تُسمَّى الصَّبيحة، مَخزونةٌ تحت العرش، تَهُبُّ عند الأسحار، فتحمل الأنينَ والاستغفار إلى الملك الجبَّار.
وقال: كن في الدنيا ببَدَنك، وفي الآخرة بقلبك.
ونظر إلى شيخٍ أبيضَ الرَّأس واللّحية يسأل الناس فقال: هذا رجلٌ (١) ضَيَّع أمرَ الله في صغره، فضَيَّعه الله في كِبَره.
وقال: الذَّاكِرون يعيشون في ظلِّ ذِكرهم، والعارفون يعيشون في ظلِّ لُطفِ الله، والصَّادقون في ظلِّ قُرْبه، والغافلون في ظِلِّ سِتْره.
وقال: إذا تَجَلَّت حقائقُ الحقِّ لسرٍّ أزالت عنه الظُّنونَ والأماني؛ لأنَّ الحقَّ إذا استولى على سرٍّ قَهَرَه، فلا يبقى فيه لغيره أَثَر.
وقال له فقيرٌ: أوْصِني، فقال: اجتَهِد أن تكون كلَّ ليلةٍ ضيفَ مسجدٍ، وأن تموتَ بين منزلين.
وقال: النُّقباءُ ثلاثُ مئة، والنُّجَباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعةٌ، والعُمُد أربعةٌ، والغَوْث واحد، فمَسْكَن النُّقَباء المغرب، ومَسْكَنُ النُّجَباء مصر،