فأجابه إلى ذلك، وحلف بجكم، وخرج ابن رائق متوجِّهًا إلى هذه الأعمال في ربيع الآخر.
ذكر دخول الراضي وبجكم بنداد:
وذلك في ربيع الآخر، وبلغ الراضي أنَّ عبد الصَّمَد بن المُكتفي راسل ابنَ رائق لمَّا ظهر ببغداد أن يقلِّده الخلافة، وبذل له مالًا، فاعتقله الراضي في دار الخلافة، ويقال: إنَّه قتله، ولمَّا مات الراضي نُبِش عبد الصمد، وحُمل إلى تربةٍ له فدفن بها.
وفي جُمادى الأولى صاهر بَجْكم الحسنَ بن عبد الله بن حَمْدان.
وفي جمادى الأولى مات الوزير أبو الفتح بن جعفر بن الفرات بغَزَّة، وقيل: بالرَّمْلَة، ودُفن بالرَّمْلَة، وكان الراضي لمَّا وصل إلى المَوصل بعث يستدعيه، فجاء الخادم وقد مات، فكانت مُدَّة وقوع اسم الوزارة عليه سنةً وثمانية أشهر وخمسةً وعشرين يومًا.
وفيها استكتب بجكم أبا جعفر محمد بن شيرزاد، وسَفَر بينه وبين أبي عبد الله البَريدي في الصُّلْح، وأن يَضمن البريدي واسِطًا من بجكم بستٍّ مئة ألف دينار في السنة، فتمَّ الصُّلْح.
وفيها استوزر الراضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريدي؛ وسببه: أنَّ ابن شيرزاد أشار بذلك وقال: نكتفي شرَّه، ونأخذ ماله، فبعث الراضي قاضي القضاة أبا الحسين عمر بن محمد إليه بالخِلَع والتَّقليد، واستَخْلَف بالحَضْرة أبا بكر عبد الله بن علي النَّفَري؛ كما كان يَخْلُف أبا الفتح الفضلَ بن جعفر (١).
قال الصُّولي: وكان الحجُّ قد بَطَل من سنة سبع عشرة وثلاث مئة، فكتب أبو علي عمر بن يحيى العَلَوي إلى القِرمِطيّ -وكان يحبُّه لشجاعته وكَرَمه- يَسأله أن يُطْلق الحاج، ويُعطيه عن كلِّ جمل خمسة دنانير، وعن المَحْمِل سبعة دنانير، فأذن القِرْمِطي، فحجَّ الناس، وهي أولُ سنة مُكِسَ الحاجُّ فيها.
(١) من قوله أول السنة: وكان قد أخر الحمل … إلى هنا ليس في (ف م م ١).