للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضَلَلْتُ في حُبِّكم فحَسْبي … حتى متى أتْبَعُ الضَّلالا

قد زارني منكم خَيالٌ … فزدتُ إذ زارني خَبالا

رأى خَيالًا على فِراشي … وما أُراه رأى خَيالا (١)

وقال يخاطب ابن رائق: [من الطويل]

أيَطلُبُ كَيدي مَن يَهونُ كيادُه … ويوقدُ نارًا مثلَ نارِ الحُباحِبِ

لقد رام صَعْبًا لم يَرُمْه شَبيهُه … وراض شَموسًا لا يَذِلُّ لراكب

وأظهر لي حُبًّا يَطيفُ به قِلى … كخُلَّبِ بَرقٍ في عِراض سَحائب

أتَعْقِدُ لي كَيْدَ النِّساء بَمرَصدٍ … وإني فَتيُّ السِّنِّ شيخُ التَّجارِبِ

ألا رُبَّما عَزَّتْ على الحازم الذي … تراها بكَفَّيه فريسةُ طالبِ (٢)

ذكر وفاته ومرضه:

[قد ذكرنا عن الصُّولي أنه قال: إن الراضي] قاء في يومين أربعة عشر رَطْلًا دمًا، وقيل: إنه استسقى وأصابه ذَرَبٌ عظيم، وكان من أعظم آفاته كَثرةُ الجِماع، وكانت وفاته ببغداد منتصف ربيع الآخر من هذه السنة وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وستة أشهر.

وكانت خلافته ست سنين وأحد عشر شهرًا [، وقال جدي في "التلقيح": توفي ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاث مئة، فكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام، وقيل: وتسعة أيام (٣).

وقال الصُّولي:] (٤) وصلى عليه القاضي يوسف بن عمر، وغسله أبو الحسن محمد بن عبد الله الهاشمي القاضي، ولم يوجد له حَنوط لأن الخزائن أغلقت عند موته، فبعثوا إلى الكَرخ فاشتروا له حَنوطًا من بعض الدَّكاكين، وحُمل إلى الرُّصافة في طَيَّار


(١) أخبار الراضي ٤٦، والمنتظم ١٣/ ٣٣٨.
(٢) أخبار الراضي ١٥٧. ومن قوله: وقال وقد تكلم الناس … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٣) تلقيح فهوم أهل الأثر ٩٢، والمنتظم ١٤/ ١٧.
(٤) ما بين معكوفين من (م ف م ١)، بدله في (خ): وقيل ست سنين وعشرة أيام.