للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدُفِن بها (١)، وكان له بها تربةٌ عظيمة، أُنفقت عليها أموال كثيرة، والآن فقد عُمل موضعها سور، ودَرَست التُّربة فلا عَين ولا أَثَر، ودُفنت عنده أمه ظَلوم.

وأنشد في مرضه وهي له: [من مجزوء الخفيف]

كلُّ صَفْوٍ إلى كَدَرْ … كلُّ أمْنٍ إلى حَذَر

ومَصيرُ الشَّبابِ للـ … ـــموتِ فيه أو الكِبر

دَرَّ دَرُّ المَشيبِ من … واعظ يُنْذِرُ البَشَرْ

أيُّها الآمِلُ الذي … تاه في لُجَّةِ الغَرر

أين مَن كان قبلَنا … دَرَسَ الشَّخصُ والأثَر

ربِّ إني ذَخرتُ عنـ … ـدك أرجوكَ مُدَّخَر

إنني مؤمنٌ بما … بَيَّنَ الوَحيُ في السُّوَر

ربِّ فاغفر لي الخَطيـ … ــــــــئةَ يا خيرَ مَن غَفَر (٢)

ذكر أولاده ووزرائه وحُجَّابه:

كان له من الولد أحمد وعبد الله، ووَزَر له أبو علي بن مُقْلَة، وعلي بن عيسى، وأخوه عبد الرَّحمن، وأبو جعفر الكَرْخي، وسليمان بن مخلد، والفضل بن الفُرات، وأبو عبد الله البَريدي، وقاضيه يوسف بن عمر وقبله أبوه (٣).

وقال ثابت بن سنان: مات بعِلَّة الاستسقاء والسَّحَح ليلة الأحد (٤) لمضيِّ خمس ساعات لأربع عشرة خلَت -أو بقيت- من ربيع الأول، وغسَّله [لوقوع الإجماع على اختياره] القاضي أبو نصر يوسف بن عمر.

وكان الراضي حسَنَ البيان، أديبًا، جيد العبارة [والفصاحة، مختارًا للشعر، وكان] يُعاشِر الرجال، ويُحبُّ محادثةَ الأدباء والعلماء، ولا يفارقه الجلساء، وهدم أبنيةً


(١) أخبار الراضي ١٨٢ - ١٨٣، وانظر المنتظم ١٤/ ١٧.
(٢) أخبار الراضي ١٨٥، وتاريخ بغداد ٢/ ٥٢٢، والكامل ٨/ ٣٦٧، وتاريخ الإسلام ٧/ ٥٧٩.
(٣) من قوله: وأنشد في مرضه … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٤) في (م ف م ١): ليلة الأربعاء.