للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشربين الشراب لأتيناك بأطيب الشراب، ولكنا سننقل إليكِ الماءَ، فهم ينقلون إليها ذلك حيث كانت (١). ويقال لها: القادح، وهي دويبة تأكل العيدان.

وقال الجوهري: الأَرَضَة بالتحريك دويبة تأكل الخشب (٢).

واختلفوا في مبلغ سنِّه:

فقال الثعلبي: عاش ثلاثًا وخمسين سنة، ومدَّةُ مملكته أربعون سنة، وملك يَوْمَ مَلَكَ وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وابتدأ في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من مُلْكه (١). ولم يذكر الثعلبي غير هذا.

وقال مقاتل: عاش اثنتين وخمسين سنة لأنه ملك وهو ابن اثنتي عشرة سنة.

وقيل: إنه عاش سبع مئة سنة، وإنه كان في زمان أفريدون. وهذا القول ليس بشيء.

ولم يذكر جدي في "أعمار الأعيان" مبلغ سنِّه.

واختلفوا في موضع قبره على قولين:

أحدهما: قبره بالبيت المقدس عند الجسمانية (٣)، هو وأبوه في قبر واحد.

والثاني: على ساحل بحيرة طَبَرِيَّة.

وقال ابن عباس: لما مات سليمان أَخرجتِ الشياطينُ من تحت كرسيه أوراقًا فيها سحر وطِلَّسْمات، وهي على لسان آصف بن برخيا: هذا ما علَّم آصف سليمان، وكان صخر قد دفنها- وقيل: غيره- تحت كرسيِّ سليمان، ولما أخرجوها قالوا للناس: إنما مَلَكَكُم سليمان بهذا فتعلموه، فأما صلحاء بني إسرائيل فقالوا: معاذ الله أنْ يكون هذا من عِلْم سليمان، وإنْ كان هذا علمه فقد هلك، وقالت السَّفِلَة: بلى كان هذا عِلْمه، وأقبلوا على تعلُّمه ورفضوا كتبَ أنبيائهم، وفشت الملامةُ لسليمان، فلم يزل ذلك حالهم حتى بعث الله رسوله، فأنزل الله تعالى عُذْرَ سليمان على لسانه، وأظهر براءته مما رأى فقال: (﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ [البقرة: ١٠٢] يعني اليهود،


(١) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٣٠.
(٢) "الصحاح": (أرض).
(٣) أي عند كنيسة الجسمانية كما تقدم في الصفحة ١٨٠، وانظر "الروض المعطار" ١/ ١٢٣.