للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: كلُّ أحدٍ يُنسب إلى نسبٍ إلا الفقراء؛ فإنَّهم يُنسبون إلى الله، نَسَبُهم الصِّدق، وحسَبُهم الفقر.

[وحكى عنه في "المناقب" أنه] قال (١): المعدة حَوْضُ البدَن، إذا وُضع فيها حلال صدر إلى الأعضاء بالصِّحَّة، وإذا وُضع فيها الحرام أو الشُّبَه صدر إلى الأعضاء بالسُّقْم، فصارَت بينه وبين الله حجابًا.

وقال: كم مسرور سرورُه بلاؤه، وكم مغموم غمُّه نجاتُه (٢).

وأنشد بين يديه قوَّال:

بالله فارْدُد فؤادَ مُكْتَئبٍ … ليس له من حبيبه خَلَفُ

فقام طوال الليل يبكي ويَسقط، والفقراء يبكون حوله.

وقال: مَن ألِف الاتِّصال، ثم ظهر له عين الانفصال؛ تنغَّص عليه عيشُه، وانْمَحَق عليه وقتُه، وصار مُتلاشيًا في مَحَلِّ الوَحْشة، وأنشد: [من الطويل]

لوَ أنَّ الليالي عُذِّبت بفراقنا … لأصبحتِ الأيام شُهْبَ الذَّوائب

ولو جُرع الأيامُ كاسَ فراقنا … مَحا دمعُ عينِ الليل ضوءَ الكواكب (٣)

وقال: سألتُ الزَّقَّاق: لمَن أصحب؟ فقال: لمَن تسقُط بينك وبينه مُؤنة التحفُّظ، وفي روايةٍ: لمَن يعلمُ منك ما يعلمُه الله منك فتأمنه على ذلك (٤).

ذكر وفاته:

[واختلفوا فيها؛ فقال السُّلَمي:] مات في هذه السنة وزاد على مئة سنة.

[وحكى عنه في "المناقب" أنه مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة (٥).


(١) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، والخبر في المناقب ٢/ ١٦٣، وطبقات الصوفية ٤٤٩.
(٢) بعدها في (م ف م ١): من كلام كثير.
(٣) تاريخ دمشق ٦٢/ ٤٨، ومناقب الأبرار ٢/ ١٦٧، وتاريخ الإِسلام ٨/ ١٥٤، وفيها عجز البيت الأول للثاني.
(٤) من قوله: وأنشد بين يديه قوال … إلى هنا ليس في (م ف م ١)، والخبر في تاريخ بغداد ٣/ ١٧٤.
(٥) كذا نقل عن السلمي وصاحب المناقب، والذي في مطبوع كتابيهما أنه توفي بعد الخمسين وثلاث مئة، انظر طبقات الصوفية ٤٤٥، ومناقب الأبرار ٢/ ١٦٢.
وأرخ الخطيب وفاته في تاريخه ٣/ ١٧٥ سننة (٣٦٠)، وعنه ابن عساكر والذهبي.