مَعاذَ الهوى ما ذقت طارِقَةَ النَّوى … ولا خَطَرَتْ منكِ الهُمومُ ببالي
أيَحملُ مَحزونُ الفؤادِ فُؤادَه … إلى مَرْقَبٍ نائي المَحَلّةِ عالي
تعالي تَرَي روحًا لَدَيَّ ضَعيفةً … على بَدَنٍ مُضْنًى يُعَذِّبُ بالي
أيَضْحَكُ مأسورٌ وتبكي طَليقةٌ … ويسكُتُ مَحزونٌ ويَنْدُبُ سالي
لقد كنتُ أولى منكِ بالدَّمع مُقلَةً … ولكنَّ دَمْعي في الحوادثِ غالي
وقال أيضًا: [من البسيط]
ما كنتُ مُذْ كنتُ إلا طَوعَ خِلّاني … ليست مؤاخَذَةُ الإخوان من شاني
إذا خليلِيَ لم تَكْثُرْ إساءتُه … فأين مَوقعُ إحساني وغُفراني
يَجْني الليالي وأستحلي جِنايتَه … حتى أَدُلَّ على عَفوي وإحساني
يَجني عليَّ وأَحْنو دائمًا أبدًا … لا شيءَ أحسن من حانٍ على جاني
وقال أيضًا وأحسن فيه: [من المجتث]
قَلبي يَحِنُّ إليه … نعم ويَحنو عليه
وما جَنى أو تَجَنَّى … إلا اعتَذَرْتُ إليه
وكيف أَملِكُ أمري … والقَلْبُ رَهْنٌ لديه
وكيف أدعوه عَبدي … وعُهدتي في يديه
ذكر مقتله:
ذكر ثابت بن سنان وقال: في سنة سبع وخمسين وثلاث مئة في يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الآخرة أو الأولى ورد الخبر بأن وَحْشَةً جرت بين أبي فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حَمْدان وبين أبي المعالي شريف الدولة بن حَمْدان، وخرج أبو المعالي يَطلبه، وكان أبو فراس بحمص، فانحاز (١) أبو فراس إلى قريةٍ في طَرَف البَرِّيَّة تُعرف بصَدَد، وأنفذ أبو المعالي غِلمانه ليجمعوا له الأعراب، وكان ظالم العُقَيليّ في جملته، فاستدعاه فتقاعد عليه، فخرج أبو المعالي من حلب، فنزل سَلَمْية بأرض حمص، وجمع بني كلاب، وقَدَّمَهم على مُقَدمته مع قَرَغويه غلام أبيه سيف الدولة، وقطعة من الجيش، فكبسوا أبا فراس على صَدَد، فناوشَهَم ساعة، واستأمن من
(١) في (م ١): فاجتاز.