والرابع: في المرة الأولى سَنحاريب، وفي الأخرى بُخْتَ نَصَّر، قاله سعيد بن جبير.
والخامس: في المرة الأولى قوم من أهل فارس، قاله مجاهد؛ والثانية قال ابن زيد: سلَّط الله عليهم سابور ذا الأكتاف من الفرس.
والسادس: أنَّ المرة الأولى قَتْل شعيا والثانية يحيى بن زكريا، قاله مقاتل.
والسابع: أنَّ في الأولى بُخْتَ نَصَّر، وفي الثانية أنطانوس الرومي.
وقال مقاتل في قوله: ﴿أُولِي بَأْسٍ﴾ أي: ذوي عدد وقوَّة في القتال ﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ﴾ أي: طافوها ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه ﴿وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾ [الإسراء: ٥] لابدَّ من كونه ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الإسراء: ٦] في آخر المرتين، ثم قال: ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ [الإسراء: ٨] عند قتل شعيا أو يحيى سلَّط الله عليهم بُخْتَ نَصَّر ثم الروم فقتلوا وسبوا.
وقال ابن عباس: بعث الله في المرة الأخيرة بُخْتَ نَصَّر ﴿وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: ٧] والتَّبَار الهلاك، ثم قال: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ﴾ [الإسراء: ٨] فرحمهم بعدم انتقامه منهم، فأعاد عمارة بيت المقدس بعد مئة سنة، ثم بعث الله محمدًا ﷺ فتركهم في عذاب الجزية.