أولاد الأنبياء، وفعل ما فعل، فغضب الله عليه فلم تُقْبَل توبته (١).
قال الفضيل بن عياض: لما سلط الله بُخْتَ نَصَّر على بني إسرائيل كان فيهم ثلاثون ألفًا عملهم مثل عمل الأنبياء فقتلهم.
قال ابن عباس: ما شبَّهتُ إيمانَ بُخْتَ نَصَّر إلا بإيمان سَحرة فِرعون.
ويقال: إنه كان إذا مُسِخَ في جنس الذكور اشتهى الإناث واغتلم، فحوَّله الله تعالى أنثى، فإذا اشتهى الذكور حوَّله الله ذكرًا، فكان لا يصل إلى شهوته من الجماع ولا يُوصَل إليه.
وقال وهب: لما ردّه الله إلى صُورته دعا إلى توحيد الله وقال: كل إله سوى الله باطل. وكل هذه روايات وهب.
وقد روى كعب الأحبار قصة بُخْتَ نَصَّر على وجه آخر فقال: إنَّ بُخْتَ نَصَّر رأى رؤيا فهالته، فدعا كهنته وقال لهم: رأيت رؤيا، قالوا: وما هي؟ قال: أنسيتها فأخبروني بتأويلها، قالوا: لا نعلم، قال: قد أجلتكم ثلاثًا فإن أخبرتموني بها وإلا قتلتكم، وبلغ ذلك دانِيال، وكان محبوسًا مع بني إسرائيل، فقال للسجَّان: عرِّف المَلِك أنني أعرف تأويلها، فقال السجَّان: لعلَّ غمَّ الحبس حملك على هذا، وإني أخاف عليك سطوة المَلِك، فقال: لا تخف فإن لي ربًا يخبرني بما أريد، فأخبر السجَّان بُخْتَ نَصَّر بما قال، فأحضره، وقال: ما رأيتُ؟ فقال: رأيتَ صنمًا عظيمًا رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أعلاه من ذهب، وأوسطه من فضة، وأسفله من نحاس، وساقاه من حديد، ورجلاه من فخار؛ فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه إذ قذفه الله بحجرٍ من السماء، فوقع على قبَّة رأسه فطحنه، فاختلط الفضة والنحاس والحديد والفخار حتى خيِّل إليك لو أنه اجتمع الإنس والجنّ على أن يميزوا بعضَه من بعض لما قدروا، وربا الحجر الذي قُذِف به حتى ملأ الدنيا كلَّها، فقال بُخْتَ نَصَّر: صدقتَ، فما تأويلها؟ فقال: أما الصنم فأمم مختلفة في أول الزمان وآخره وأوسطه، وأما الذهب فهذا الزمان وهذه الأمة التي أنتَ مَلِكُها، وأما الفضَّة فابنك من