للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصودر أبو الحسن [علي بن عبد العزيز] ابن حاجب النعمان وجماعة من أصحاب الطائع على مال.

[ذِكْرُ ما يتعلَّق بحوادث الشام ذكره هلال بن الصابئ وغيره]:

وفيها قُتِل بَكْجُور [التركي]، ومات سعد الدولة بن سيف الدولة بحلب، وجهَّز العزيزُ العساكرَ إلى الشام، وكان سعد الدولة لمَّا مات قد استأمَنَ إلى العزيز جماعةٌ من أصحابه، منهم: وفيٌّ الصَّقلَبي في ثلاث مئة غلام، وبشارة الإخشيذي في أربع مئة غلام، ورباح السَّيفي، وآخرون، فقبلهم العزيزُ وأحسن إليهم، وولَّى بشارةَ طبرية، ووفيًا عكا، ورباحًا غزَّةَ، وكان بَكْجُور لمَّا قُتِلَ هرب كاتبُه علي بن الحسين المغربي إلى مشهد الكوفة على البريَّة، وتوصَّل حتَّى وصل إلى مصر، واجتمع بالعزيز، وعظَّم أمرَ حلب عنده وكثَّرَها، وهَوَّنَ عليه حصونَها، فتشوَّفَت نفسُه إلى ذلك، وكان له غلامان -أحدهما يسمَّى منجوتكين والآخر بازتَكين- أمردان مُشتدَّان، فأشار عليه المغربي بإنفاذ أحدهما لينقاد له غلمان سعد الدولة، فانفذ مَنجوتَكين وقدَّمه على العساكر، وموَّله وخوَّله، وولَّاه الشام، واستكتَب له أحمد بن محمد النُّشوري، وضمَّ إليه أبا الحسن المغربي، ليقوم بالأمر والتدبير، وشيَّعه العزيزُ بنفسه، ووصل إلى دمشق، وتلقَّاه أهلُها والقُوَّادُ، وعساكرُ الشام والقبائلُ، فأقام بها مدة، ورحل طالبًا لحلب في ثلاثين ألفًا من أصناف الرجال، وكان بها أبو الفضائل ابن سعد الدولة ولؤلؤ، فأغلقا أبوابَها، واستظهرا غايةَ الاستظهار، وكان لؤلؤٌ لمَّا قَدِم عسكرُ مصر إلى الشام كاتب بسيل عظيم الروم، ومتَّ (١) إليه بما كان بينه وبين سعد الدولة من المعاهدة والمعاقدة، وأهدى له هدايا كثيرةً وألطافًا، وسأله المعونة (٢) والنُّصرة، وأنفذَ بالكتاب والهدايا مع ملكونا السرياني، فوجد ملكَ الروم يقاتل ملكَ البُلغَر (٣)، فقَبِل الهدية،


(١) في (خ): بتَّ، والمثبت من (ب).
(٢) في (خ): المغفرة، والمثبت من (ب).
(٣) في (خ): البرغل، والمثبت من (ب).