للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وذكر الحافظ في "تاريخ دمشق" وقال: جاء في الأثر أنَّ قبر عُزَير بدمشق.

قال: وروى ابن عباس. عن النبي أنه قال: "لا أَدْري أَكَان عُزَيرٌ نبيًّا أمْ لا".

قال: وقال أنس: جاء عُزَير إلى باب موسى بن عِمران بعدما محي اسمه من ديوان النبوَّة فحجب، فرجع وهو يقول مئة موتة أهونُ من ذلِّ ساعة (١).

قلت: إن كان جاء إلى باب موسى في النَّوم فيمكن، أما في اليقظة فبينهما أكثر من ألف سنة، فلله درُّ التاريخ.

وقال يحيى بن أبي كَثِير: دبَّر عُزَير أمرَ بني إسرائيل بعدما عاش أربعين سنة، فكمُل له ثمانون ومئة سنة، ثم مات.

وقال الهيثم بن عدي: وفي أيام عُزَير كان يَزْدَجِرْد بن بَهرام الملقب بالأثيم، وهو الذي بنى الخَوَرْنَقَ (٢) والسَّدِير (٣)، وقيل: إنما كان في أيام إرِمْيَا.

وقال ابن الكلبي: وفي أيام عُزَير كان يَزْدَجِرْد بن بَهرام، وزال مُلْك الفرس عن الشام وصار إلى الروم، وكان مَلَك مُلْك فارس بشتاسب وقيل: أشتاسب بن لهراسب، وكان لما قتل شعيا، قد آل أمر الشام والقدس إليه.

قال جدي في "فضائل القدس"، وكان بُخْت نَصَّر عامله على ذلك كله (٤). وفي أيام عُزَير ظهر زَرادِشت المجوسي لما نذكر.

وحكى جدِّي في "فضائل بيت المقدس" عن وهب، قال: كان عُزَير من السبايا التي سباها بُخْت نَصَّر من القدس، فرجع إلى الشام، وبكى على فقد التوراة فنبِّئ، وكان بُخت نَصَّر قد أحرق التوراة فتلاها عُزَير من حفظه فافتتنوا به، وقالوا: هو ابن الله، ثم


(١) "تاريخ دمشق" ٤٠/ ٣١٧، ٣٣٧. قال ابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٣٨٤ بعد إيراد هذه الأقوال: وهذا ضعيف ومنقطع ومنكر.
(٢) الخَوَرْنَقُ: هو قصرٌ في الحيرة أمر ببنائه النعمان بن امرئ القيس وهو فارسي، ومعناه موضع الأكل والشرب. انظر "معجم البلدان" ٢/ ٤٠١، و "المعرب" ص ١٧٤.
(٣) السَّدير: قصرٌ، وهو معرَّب، وأصله بالفارسية سِهْ دله، أي فيه قباب مُدَاخَلةٌ. انظر "الصحاح" (سَدَر)، و "المعرَّب" ص ٢٣٥، و "معجم البلدان" ٣/ ٢٠١.
(٤) "فضائل القدس" ص ١٠١.