للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اجتمع النصارى والأقِسَّاء والرُّهبان [وجميع أهل دين النصرانية] في البيت الذي فيه القناديل، وأوقدوا الشموع [فيه]، وتنضاف إليه أنفاس ذلك الخلق العظيم، فيحمى المكان، ويتوصَّل بعض القُوَّام إلى أن يُقرِّب النارَ من (١) الخيط فتعلقَ به، [ثمَّ] تنتقل بين القناديل من واحد إلى واحد، ويُشعَلُ الكلُّ، فيُقدِّر مَنْ يشاهد ذلك أن نارًا نزلت من السماء فأشعلت القناديل، فيكثر تهليلُهم وتكبيرُهم، ثمَّ يتفرَّقون، فلمَّا سمع الحاكمُ ذلك أمر كاتب الإنشاء فكتب إلى والي (٢) الرَّملة وإلى أحمد بن يوسف (٣) الداعي أن يقصدا بيتَ المقدس، ويستَصْحِبا القُضاةَ والشهودَ والأشرافَ ووجوهَ البلد، وينزلا بِيعة قمامة، ويُبيحا للعامَّة نهبَها [وأخْذَ ما فيها] (٤)، ويتقدَّما بنقضها وتعفية أثرها، [وأن] يعملا محضرًا بذلك، [وينفذانه إلى حضرته] وقد كانت النصارى بمصر علمت (٥)، فأرسلوا إلى البطرك [الذي كان بها] يُعرِّفونه، فأخرج ما كان فيها من الجواهر والثياب والذهب والفضة، وورد أصحاب الحاكم [إلى بيعة قمامة] (٦) فأحاطوا بها، وأباحوا للعامَّة نَهْبَها، فأخذوا من الباقي الموجود ما عظُم قَدْرُه، وقُلعِتْ حجرًا حجرًا، [وكتبوا بذلك محضرًا، وأخذوا فيه خطوط القضاة والعدول، وهدم كلَّ بِيعة بالشام ومصر] فيقال: إنه هدم ألوفًا من البِيَع والكنائس، ونودي في أهل الذِّمَّة: مَنْ أراد الدخول في الإِسلام دخل، ومَنْ أراد النقلة إلى بلاد الروم كان آمنًا، ومن أقام فليلْبَس الغيار، ويلتزم ما يشترط عليه، فخافوا أن يكون هذا خديعةً ليُقتلوا، فأسلم أكثرُهم، وخرج بعضهم إلى الروم، ومن كان ثقيلَ الظَّهر أقام، فشرط عليهم تعليق الصُّلبان في صدورهم، وشرط على اليهود تعليقَ تمثالٍ على هيئة رأس عجل، ومنعهم من ركوب الخيل والتختُّمِ في اليمين، ورخَّص لهم في ركوب الحمير والبغال بالسروج


(١) في (خ): إلى، والمثبت من باقي النسخ.
(٢) تحرفت في (خ) إلى: وادي.
(٣) في (م) و (م ١): يعقوب.
(٤) هذه الزيادة من (م) وحدها.
(٥) في (خ) و (ب): عملت، والمثبت من (م) و (م ١).
(٦) هذه الزيادة من (م) وحدها.