للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمران: هو ابن ماثان، وليس بعمران أبي موسى. وقال ابن عباس: بينهما ألف وثمان مئة سنة، وكان بنو ماثان ملوك بني إسرائيل وأحبارهم (١).

ويقال: ماثان من ولد داود.

وقال مقاتل: ذكر الله عمران في ثمانية مواضع.

وقال ابن إسحاق: هو من ولد رُحُبْعُم بن سليمان .

وقال وهب: وكانت حنة قد نذرت حملها لله محررًا، أي: خالصًا، لخدمة بيت المقدس، وكان المحرر لا يفارق الكنيسة حتى يحتلم، ثم يُخيَّر، فإن أحبَّ المقام أقام، وإن أراد الخروج بعد التحرير لم يكن له ذلك، ولم يكن يُحرَّر إلا الغلمان دون الجواري، لما يصيبهن من الحيض والبلاء والأذى، فحرَّرت أم مريم ما في بطنها. هذا قول وهب (٢).

وقال الكلبي: كانت حنَّة قد أسنَّت ويئست من الولد، وكانوا أهل بيت من الله بمكان، فبينا هي يومًا في ظل شجرةٍ رأت طائرًا يزقُّ فرخًا له، فتحركت نفسها للولد، وسألت الله ذلك، وقالت: هو لبيت المقدس. ولم تعلم بما في بطنها، فقال لها زوجها: ما تصنعين إن كان الحمل أنثى؟ يعني: أنها لا تصلح للتحرير. ومات عمران وهي حاملٌ بمريم، فلما وضعتها انكسر قلبها واعتذرت إلى الله تعالى بقولها: ﴿إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى﴾ يعني النذيرة ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ أي في خدمة الكنيسة، فإن قيل: فقد علم الله أنها أثثى. قلنا: إنما قالت ذلك من باب الاعتذار، ولأن الأنثى لا تصلح للخدمة.

﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ﴾ [آل عمران: ٣٦] وهي بلغتهم: الجارية (٣) العابدة (٤).

وقد شهد لها رسول الله بالخيرية، فقال أحمد: حدثنا عبد الله بن نُمير بإسناده عن عبد الله بن جعفر عن علي قال: سمعت رسول الله يقول: "خَيرُ


(١) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٧٤.
(٢) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٧٤، و "تفسير البغوي" ص ٢٠١.
(٣) في (ك) و (خ): الخادمة.
(٤) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٧٤ - ٣٧٥، و "تفسير البغوي" ص ٢٠١.