وقال: [من الطويل]
أجيرانُنا بالغَوْرِ والركبُ مُتهِمُ … أيعلَمُ خالٍ كيفَ باتَ المُتيَّمُ
رحلتُمْ وعمرُ الليلِ فينا وفيكُمُ … سواءٌ ولكِنْ ساهرونَ ونُوَّمُ
فيا أنتمُ مِنْ ظاعِنينَ وخلَّفوا … قلوبًا أبَتْ أنْ تعرفَ الصبرَ عنهمُ
ولمَّا جلا التوديعُ عمَّا حذرتُهُ … ولم يبقَ إلا نظرةٌ تُتَغَنَّمُ
بكيتُ على الوادي فحرَّمْتُ ماءَهُ … وكيف يحِلُّ الماءُ أكثرهُ دمُ
وقال: [من الرمل]
وبجرعاء الحمى قلبي فعِجْ … بالحمى واقرأْ على قلبي السلاما
وترجَّلْ فتحدَّثْ عجبًا … أنَّ قلبًا سار عن جسم أقاما
قُلْ لجيران الغضا آهٍ على … طِيبِ عيشٍ بالغضا لو كانَ داما
حَمِّلوا ريحَ الصَّبا نَشرَكُمُ … قبلَ أن يحمِلَ شيحًا وثُماما
وابعثوا أشباحَكُمْ لي في الكَرى … إنْ أذِنْتُم لجفوني أن تناما
وقال: [من الطويل]
صحا القلبُ لكن صبوةٌ وحنينُ … وأقصَرَ إلَّا أن يخِفَّ قَطينُ
وقال: [من الطويل]
قالوا يكونُ البَينُ والمرءُ رابِطٌ … حشاهُ بفضلِ الحزْمِ قلتُ يكونُ
وقد يُضمِرُ القلبُ الصَّرامةَ لو وفى … ويصدُق وعدُ الصبرِ ثم يَمينُ
دعوني فلي إن زُمَّتِ العيسُ وقفةٌ … أُعلمُ فيها الصخرَ كيفَ يلينُ
وخلُّوا دموعي أو يقال نعم بكى … وزفرةَ صدري أو يُقال حزينُ
فلولا غليلُ الشوقِ أو دمعةُ الأسى … لما خُلِقَتْ لي أعينٌ وجفونُ
وجوهٌ على وادي الغضا لا عَدِمْتُها … وكلُّ عزيزٍ بالجمالِ يهونُ
تشبَّثْتُ بالأقمارِ عنها عُلالةً … وباناتِ سَلْعٍ والفروقُ تَبينُ
وعَوَّذني عَرَّافُ نجدٍ بذِكْرِها … فأعلَمني أنَّ الغرامَ جنونُ
تَعوَّدَ داءً ظاهرًا أن يَطُبَّهُ … فكيفَ لهُ بالدَّاءِ وهْوَ دفينُ