أين تريدُ عن حياضِ حاجرٍ … وماؤها يروي العليلَ اليبسا
وهل على ماء النخيل موردٌ … إذا ورَدْتَ مُثلِثًا ومُخْمِسا
وقال: [من الطويل]
يقولون قبلَ البَينِ عينُكَ تدمَعُ … دعوا مُقلَتي تذري غدًا مَنْ تُودِّع
ودونَ انصداعِ الشَّملِ لو يسمعونَهُ … أنينٌ حصاةُ القلبِ منه تَصدَّعُ
أعِدْ ذِكْرَ نَعمانٍ أعِدْ إنَّ ذِكْرَهُ … من الطِّيبِ ما كرَّرْتَهُ يتضوَّعُ
فإن قَرَّ قلبي فاتَّهِمْهُ وقُلْ لَهُ … بمَنْ أنتَ بعد العامريَّةِ مُولَعُ
وقال: [من مجزوء الكامل]
يا ليلتي بحاجرٍ … إنْ عادَ ماضٍ فارْجِعي
أرضى بأخبارِ الرِّيا … حِ والبروق اللُّمَّعِ
وأينَ من أرض الحمى … شائمةٌ بلَعْلَعِ
أفرشَني الجمرَ وقا … لَ إنْ أردتِ فأجعي
وقال: [من مجزوء الرجز]
لعلَّهمْ لو وقفوا … أبَلَّ هذا المدنَفُ
قالوا غدًا وعدُ النَّوى … يا بردَها لو لم يفُوا
هل أنتَ يا قلبُ معي … أو معهم منصرفُ
وقال: [من الخفيف]
ذكَرَ العيشَ بالحِمى فبكى لَهْ … ورأى العذْلَ حظَّهُ فاستقالهْ
من تناسى بالبانِ مغنى هواهُ … فبنفسي غصونُه الميَّالهْ
لا وأيامِ حاجرٍ ولياليـ … ـهِ تقضَّتْ قصيرةً مُستطالهْ
لا يقول الوُشاةُ عنِّي مُحِبٌّ … غيَّرَ النَّايُ وُدَّهُ وأحاله
كلَّما قلتُ قَرَّ قلبي على با … بِكَ هبَّتْ فهيَّجَتْ بلبالهْ (١)
(١) البلبال: شدة الهمِّ والوسواس في الصدور. اللسان (بلل).