للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبِعِلْمٍ تقولُ هذا أبِنْ لي … أم بجهلٍ فالجهلُ خُلْقُ السَّفيهِ

أتعيب الذين هم حفظوا … الدِّين من التُّرَّهاتِ والتَّمويهِ

وإلى قولهم وما قَد روَوْهُ … راجعٌ كل عالمٍ وفقيهِ

قال (١): وأنشدني لنفسه: [من المجتث]

نِعْمَ الأنيسُ كتابُ … إنْ خانَكَ الأصحابُ

تنالُ منه فنونًا … تحظى بها وتُثابُ

لا مُظِهرٌ لكَ سرًّا … ولا عليه حجابُ

ولا يصُدَّكَ عنُه إن … جئتهُ بَوَّابُ

ولا يسوؤُكَ منهُ … تغضُّبٌ أو عِتابُ

ولا يَعيبُكَ (٢) يومًا … إنْ كان شيءٌ يُعابُ

خلافُ قومٍ تراهم … ليست لهم ألبابُ

لكنَّهمْ كذئابٍ … طِلْسٍ (٣) عليها ثيابُ

إذا تقرَّبْتَ منهم … أرضاكَ منهم خطابُ

وإن تباعدْتَ عنهم … فكلُّهم مُغتابُ

فالبُعدُ عنهم ثوابٌ … والقُربُ منهم عِقابُ

ذكر وفاته:

قال الخطيب: وسبَبُ موته أنه افتصد فتورَّمت يده، وكان الطبيب قد أُعطيَ مِبْضَعًا مسمومًا ليفصِد به غيرَه، فغلط ففصد به، فمات في المارستان العَضُدي في تاسع عشرين جمادى الأولى، وصلَّيتُ عليه، ودُفِنَ بمقبرة جامع المنصور، سمع خلقًا كثيرًا [منهم أبو الحسن بن جُميع، سمع منه بصيدا]، وروى عنه خلقٌ كثير [الخطيب وقاضي


(١) تقييد العلم ص ١٣٢.
(٢) البيت في التقييد:
ولا يعيبُكَ إن كا … نَ فيك شي يُعابُ
(٣) الطِّلْس من الذئاب: هي ما كان في لونها طُلسة، يعني غُبرة مائلة إلى السواد. المعجم الوسيط (طلس).