للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى ابن المحلبان بالتوقف إلى حين وصول ابن صاعد؛ ليسمع رسالته، وردِّ الجواب بمقتضاها، [ورسمَ له طَيَّ ذلك وسَتْرَهُ] (١)، وورد عليه الأمر وهو بشهرزور، فأقام يتردَّد في أعمال بدر بن مهلهل، ويتلوَّم بكثرة المَدِّ (٢) والثلوج، ثم ظهر في ساقه خرَّاج، فأظهر أنَّ مادةً نزلت فيه فمنعته من الركوب.

وفي ربيع الأول السابع عشر من آذار ورد إلى بغداد سيلٌ عظيمٌ، ووقف الماء في الشوارع والدروب، ووقعت الحيطان، وجاءت ظلمات ورعود وبَردٌ كبار، في الواحدة نحو (٣) الرطل فأكثر، فأهلِكَتِ الغلَّات والثمارُ، ودام بقية آذار ونيسان، ووردت الأخبار أن بالجبال وفارس والشام والجزيرة وجميع الدنيا ما هو أعظم من ذلك، ومطرت سنجار والجزيرة ثمانين يومًا مطرًا، ما رأوا شمسًا، وجاء السيل إلى بلد بدر بن مهلهل صاحب شَهْرزور، فأخذ حُلَّةً من الأكراد، فطرحها في تامَرَّا.

وزادت دجلة بطالع السرطان سلخ ربيع الأول إحدى وعشرين ذراعًا، وكذا بلغت سنة سبع وستين وثلاث مئة، وفي أيام عضد الدولة، وفي سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة وغيرها، والكل بطالع السرطان، وغرقت بغداد من الجانب الشرقي، ودخل دار الخلافة، وخرج الخليفة ليلًا، وغرس القضيب النبوي في الماء، فكان تارةً ينقص وتارةً يزيد، وكان قبل هذا منتهى الزيادة ثمانية عشر ذراعًا، ودار الماء في شرقي بغداد على حلولا وتامَرَّا على الوحوش، فحصرهم فلم يكن لهم مسلك، فكان أهل السواد يسبحون فيأخذونهم قبضًا، ويحصل للواحد في اليوم مئتا رطل من اللحم (٤).

وفيها ورد الخبر بقبض [أبي] (٥) العباس فضلويه بن علويه -زعيم الرعاة الشوانكار بنواحي شيراز- على الأمير أبي منصور فولاستون (٦) - ابن الملك أبي كاليجار بن بُويه،


(١) في (خ) و (ف): والمعاني طرفي مسيره، والمثبت من المنتظم.
(٢) المَدّ: السيل. المعجم الوسيط (مدد).
(٣) في (م) و (م ١): نصف.
(٤) الخبر بنحوه في المنتظم ١٦/ ٧٤.
(٥) ما بين حاصرتين هنا وفي الموضع الآتي من (ف).
(٦) تحرف في النسختين (خ) و (ف) إلى: فولاشيزر.