من دار الخلافة سوى ثلاث نسوة برسم خدمتها، ولحق الخليفةَ ووالدتَها من ذلك أمرٌ عظيم، وأظهر الحزن الكثير، وكان من فعل عميد الملك ووضعه، ومضى هزارسب إلى الأهواز بعد أن أقام على باب السلطان سنتين.
و [فيها] وقع بمصر وباء عظيم كان يخرج [منها] في كل يوم ألف جنازة، وتوفي فيه ابنُ المُدَبَّر الوزير، وكان [ابن المُدَبَّر] قد نظر في وزارة مصر في ربيع الأول.
وفي يوم الأحد عاشر [شهر] ربيع الآخر خُتِنَ الأميرُ عُدَّةُ الدين أبو القاسم.
وفي ليلة الاثنين لخمسٍ بَقِين منه انقضَّ ببغداد كوكبٌ عظيمٌ كبير، وفي صبيحته كان ريحٌ وسحابٌ ورعدٌ وبرق، فلحق قافلةً عظيمةً عند قبر الإمام أحمد ﵁ منه صاعقةٌ أحرقت واحدًا منها، ولم يتغيَّر لونُ جلده، وإنما نزعوا قميص المحترق، فوجدوه قد صار هباءً منثورًا.
وفي ربيع الآخر قدم أمير الجيوش بدر إلى دمشق واليًا عليها، ونزل بالمِزَّة ومعه القاضي الشريف أبو الحسين بن يحيى بن زيد الحسني الزيدي ناظرًا في أعمالها، فأقام بها بدر فلم يستقِمْ له مع أهلها حالٌ، وحاربهم وحاربوه، فهرب منها في رجب سنة سبع وخمسين [وأربع مئة].
وفيها عصى أنوشروان على السلطان وانهزم، فلحقه أيتكين، فأخذه أسيرًا، وحمله إلى الري، فقال له: دعني أزور قبر والدتي. فأذِنَ له، فلما دخل استجار بالقبر، وقال: لا أخرج. فلازمه أيتكين، وكتب إلى السلطان وهو بهَمَذان يخبره، فبعث مَنْ قيَّده وأخرجه من التربة، وحمله إلى بعض القلاع، وبينها وبين الري بضعة عشر فرسخًا، فحبسه.
وفيه ورد الأمير أبو القاسم سليمان بن أخي السلطان ووالدته من أصبهان إلى الري، وكان السلطان قد جعل إليه ولاية العهد وأوصى إلى عسكره.
وفيها كانت بين قاروت بك بن داود وبين فضلويه الشونكاري [وقعة](١) على فرسخين من شيراز، وانهزم فضلويه إلى فسا، وكان قد مال إليه طائفةٌ من الديلم، فقتلهم، وغنم أموال فضلويه.