للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كُلَّها، ويُهْلِكَ مَسِيحَ الضَّلالَةِ الدَّجَّال الكَذَّاب، ويقع في الأَرْضِ منه الأَمَنَةُ، حتى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَع الإِبِلِ، والنُّمُورُ مع البَقَرِ، والذِّئَابُ مَع الغَنَم، وتَلْعَبَ الغِلْمَانُ بالحيَّاتِ، لا يَضُرُّ بعضهم بعضًا، ويَلْبَث في الأَرْضِ أربعينَ سَنَةً -وفي رواية: "أربعًا وعشرين حجَّةً"- ثُمَّ يَتَزَوَّج ويُولَدُ له، ثُمَّ يُتَوَفَّى ويُصلِّي عَلَيه المُسلِمُون" (١).

وفي رواية: "ويَدْفِنُونه في مَسْجِدي أو حُجْرَتي".

الكلام على الحديث قوله: "رَجُلٌ مَرْبُوع الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ" كذا وقع في هذا الحديث، وقد روينا عن ابن عمر في "الصحيحين" عن النبي أنه قال: "آدم" (٢) يعني أسمر، وقوله: بين مُمَصَّرَيْن، أي: ثَوبين فيهما صُفْرةٌ خفيفة، و"الرَّوْحَاء": منزل بين مكَّة والمدينة، و"الدِّيْمَاس": الحَمَّام.

وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "والَّذي نَفْسِي بِيَدِه لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيْكُم ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيْبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيْرَ، ويَضَعُ الجِزْيَةَ، ويفيض المالُ حتى لا يَقْبَلهُ أَحَدٌ، وتَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ومَا فِيْهَا". ثم يقول أبو هريرة: اقْرَؤُا إنْ شِئْتُم ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ [النساء: ١٥٩]. أخرجاه في "الصحيحين" (٣)، وهو حديث طويل.

وفيه: "كَيْفَ أَنْتُم إذا نَزَلَ عِيْسَى ابن مَرْيَم فِيْكُم فَأَمَّكُم مِنْكُم" (٤) قال ابن أبي ذئب: قُلْتُ للزُّهْرِيّ: ما معنى "فَأمَّكم مِنْكُم" قال: أمَّكُم بكتاب الله وسنة نبيكم.

وفيه: "وإمَامُكُم مِنْكُم" (٥) وهذا ظاهر.

"ولَتُتْرَكَنَ القِلاص فلا يُسعى عليها، ولَتَذهَبَنَّ الشَّحناء والتَّبَاغُضُ والتَّحاسُدُ" (٦) والقَلُوصُ من النُّوقِ: الشابة بمنزلة الجارية من النِّساء، وكذا القَلُوص من الإبل بمنزلة الشاب.


(١) مسند أحمد (٧٢٦٩) و (٧٢٧٣) و (٩٢٧٠) و (٩٦٣٢)، وانظر عرائس المجالس ٣/ ٨٢.
(٢) أخرجه البخاري (٣٤٤٠)، ومسلم (١٦٩).
(٣) "مسند أحمد" (١٠٩٤٤)، والبخاري (٣٤٤٨)، ومسلم (١٥٥).
(٤) أخرجه مسلم (١٥٥) (٢٤٦).
(٥) أخرجه البخاري (٣٤٤٩)، ومسلم (١٥٥) (٢٤٤).
(٦) أخرجه مسلم (١٥٥) (٢٤٣).