للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجديرٌ بالعُذرِ من قَدَم الأَعْـ … ـذارَ فيما جناهُ والأقدارا

فتعوَّضْ منها بخُلَّة صِدْقٍ … والتمِسْ غيرَ هذه الدارِ دارا

وإليك الخيار فاختر إذا شِئْـ … ـتَ وإيَّاك أن تُسيء اختيارا

والبِدارَ البِدارَ بالعمل الصَّا … لحِ ما دُمْتَ تستطيعُ البِدارا

فسيلقى جميعَ ما قدَّم المر … ءُ عِيانًا إذا إلى الله صارا

قَرَّ عينًا مَنْ قَرَّ في جنة الخُلـ … ـدِ فلا تبْغِ في سواها قرارا

وقال: [من الكامل]

لولا تعرُّضُ ذِكْرِ مَنْ سكنَ الغضا … ما كان قلبي للضَّنى مُتعرِّضا

لكن جفا جفني الكَرى بجفائِهم … وحشا حشاي فراقُهم جمر الغَضا

لو أنَّ ما بِيَ بالرِّياحِ لَما جرَتْ … والبرقُ لو يُمنى به ما أومضا

ما اعتَضْتُ من عِوَضٍ فأسلو عنهمُ … هيهاتَ أن ألقى بهم مُتعوَّضا

يا راكبًا يطوي المهامِهَ (١) عِيسُه … فتُريه رضراضَ (٢) الحصى مُتَرضْرِضا

بَلِّغْ رعاكَ اللهُ سُكَّان الحِمى … منِّي التحيةَ إن عرضتَ مُعَرّضا

وقُلِ انقضَى زمنُ الوصالِ ووَجْدُنا (٣) … باقٍ على مددِ الليالي (٤) ما انقضى

لو أنني أُفضي بأسرار الهوى … يومًا إلى أحدٍ لضاق بها الفضا

فلئِنْ جرى قَدرٌ لنا بإيابِكُمْ … داويتمُ مني عليلًا مُمْرَضا

أو كان قد حتمَ القضاءُ فراقَكُمْ … صبرًا وتسليمًا لمحتومِ القضا

لهفي على غفلات أيامٍ مضَتْ … عني وما لهفي براجعِ ما مضى

أيامَ أركُضُ في ميادين الصِّبا … أيَّ الجهاتِ أُصيب فيه مَرْكَضا

حتى سقاني البينُ (٥) كاساتِ الجوى (٦) … مَلأَى وأشرقني بهنَّ وأحرضا


(١) في معجم الأدباء ١٧/ ١٦ - وبعض أبيات القصيدة فيه-: يطوي الدُّجُنَّة.
(٢) الرَّضراض: الحجارة الصغيرة في الماء. المعجم الوسيط (رضرض).
(٣) في معجم الأدباء: عصرُ الثباب وودُّنا.
(٤) في معجم الأدباء: مرِّ الليالي.
(٥) البَيْن: الفرقة. المعجم الوسيط (بين).
(٦) الجوى: اشتداد الوجد من عشق أو حزن. المعجم الوسيط (جوي).