إيوانُ كسرى صارَ مرتَعَ ثُلَّةٍ … وديارُهُ أضحَتْ مُناخَ عرائِسِ
والحِيرةُ البَيضاءُ بُدِّلَ أنسُها … قَدَرٌ أطاعَتهُ مدائنُ فارِسِ
يا عَقلُ مثلُكَ في اللَّطائفِ مَنهجٌ … فإذا عَثَرتَ فلا لَعًا للنَّاعِسِ
أمَّا النُّجومُ فقَد تضمَّن شأنَها … جَهلُ اللَّبيبِ وبُعدُ نَيلِ اللَّامِسِ
عمري لقَد ذَهبَ الذين تَفكَّروا … فيها وَما ظَفِروا بِغَيرِ وساوسِ
ما قَولُ بَطليموسَ فيها حُجَّةً … عندي ولا المَرويُّ عن رُسطالِسِ
حارَ الأنامُ فلا دَلالةُ ناظِرٍ … تَشفي العُقولَ ولا إمارَةُ قابِسِ
لا تَحفَلَنَّ بما حَوَتْهُ صَحائِفٌ … لَهُمُ كان وُجِدَتْ بخَطٍّ دارِسِ
فالمَينُ رُكِّبَ في طبائعَ أربَعٍ … والصِّدقُ عُدَّ مِنَ القَبيلِ الخامِسِ
هيهاتَ ما شَرَفُ الأصولِ بنافعٍ … حتَّى تكونَ ذَوائِبٌ كمغارِسِ
لا تَفخرنَّ وإن فَخَرْتَ فبِالتُّقى … ناضِلْ وفي بَذلِ المكارِمِ نافِسِ
سُبحانَ من نظمَ النُّجومَ قلائدًا … في جُنحِ داجية الظلامِ الدامسِ
وقال أيضًا: [من الكامل]
يا ناقُ إن أثرى العُذَيبُ ورَوَّضا … فلنا ديونٌ بالأسِنَّةِ تقتضي
قد ماطلَ القدرُ الجموحُ بوَعدهِ … فيها وآنَ لُمُغمَدٍ أن ينتضى
وقال أيضًا: [من الكامل]
وبِجانِبِ العَلَمَينِ شاكٍ سرَّهُ … أنَّى رَعَيتُ لهُ النُجومَ وغَمَّضا
ومُرَنَّحٍ فَطِنَ النَّسيمُ بِوَجْدِهِ … فَرَوى لهُ خبرَ العُذَيبِ مُعرِّضا
وسَلِ البريق وقَد أقامَ بحاجِرٍ … إن كان أضمَرَ أن يَمُرَّ على الغضا
وقال أيضًا: [من المتقارب]
دَعوها تُناضِلُ بالأَذرُعِ … فأينَ العواصمُ من لَعلَعِ
ومدُّوا أَزِمَّتَها بالحَنينِ … فلولا الصَّبابَةُ لم تَتبَعِ
ويا سَعد هلْ لَكَ في وَقفَةٍ … على الدَّارِ تَسْعَدُ فيما تعي
كتَمتُ الغَرامَ ولكنْ أتيتُ … بحُكمِ الصَّبابَة مِن مَدمَعي
وأُقسِمُ أنِّي أهواكُم … وليسَ اليَمينُ على المُدَّعي